انتقادات واسعة.. ياسر جلال يشعل الجدل بتصريحاته المثيرة عن الجزائر في مصر

ياسر جلال وتصريحاته المثيرة للجدل عن دور الجيش الجزائري عقب حرب 1967 أثارت انتقادات حادة في مصر، خاصة بسبب الخلط بين الحقائق التاريخية حول تأسيس وحدات الصاعقة الجزائرية. انتشرت تصريحاته خلال تكريمه في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، حيث أكد وجود دعم جزائري لحماية المصريين، ما قوبل بردود فعل متباينة على السوشيال ميديا بين مؤيد ومعارض.

تفصيل تصريحات ياسر جلال ودقة المعلومات التاريخية عن الجيش الجزائري

أثناء تكريمه في الجزائر، صرح الفنان ياسر جلال بأن الجزائر أرسلت جنود صاعقة لحماية المصريين بعد حرب 1967 وسط القاهرة، مشيراً إلى وجود تهديد بإنزال جوي إسرائيلي على ميدان التحرير، كما عبّر عن حبه العميق للجزائر وتأكيده على نقل هذا الحب لأبنائه. مع ذلك، أثارت هذه التصريحات جدلاً واسعاً داخل مصر، حيث اعتبر عدد من المتابعين أن المعلومات خاطئة، مشيرين إلى أن وحدة الصاعقة الجزائرية تأسّست بدعم مباشر من الجيش المصري وليس العكس.

ردود فعل الجمهور والخبراء حول تصريحات ياسر جلال ودور مصر في تأسيس الصاعقة الجزائرية

تسببت تصريحات ياسر جلال في توالي التعليقات السلبية عبر منصات التواصل الاجتماعي، حيث وصفها بعض النشطاء بأنها مجاملات غير موضوعية. الباحث محمد وازن وصفها بأنها “سقطة غريبة” نتيجة عدم دقة المعلومة. من جانبها، أوضحت الكاتبة شيرين هلال أن الصاعقة الجزائرية تأسست على يد ضباط مصريين، وأن الفريق أول محمد فوزي، وزير الحربية الأسبق، كان له دور بارز في تدريب وحدات الكوماندوز الجزائرية أثناء وبعد الثورة، حيث أرسل جمال عبد الناصر بعثة عسكرية بقيادة العقيد محمد فوزي بالإضافة إلى إرسال أكثر من 300 مقاتل جزائري لتدريبهم في معسكرات الصاعقة المصرية في القاهرة والإسماعيلية والإسكندرية. وعاد هؤلاء المقاتلون لتشكيل أول أفواج الكوماندوز في الجزائر، مما يؤكد أن الدعم المصري كان أساسياً في صناعة وحدات النخبة الجزائرية.

خلفية تاريخية مهمة حول التعاون العسكري بين مصر والجزائر وأثره على الصاعقة الجزائرية

ترتبط العلاقات العسكرية بين مصر والجزائر بروابط تاريخية تعود لفترة الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي؛ حيث دعم الرئيس جمال عبد الناصر جيش التحرير الجزائري بإرسال بعثات عسكرية لتدريب مقاتليه، بالإضافة إلى مشاركة ضباط مصريين في تأسيس أول مدرسة للصاعقة الجزائرية. وثّقت مصادر تاريخية أن اللواء رجائي عطية، قائد الصاعقة المصرية، قاد بعثة إلى الجزائر في 1965، حيث أمضى أكثر من عامين للإسهام في إنشاء مدرسة الصاعقة بمدينة سكيكدة، معتمدة على المناهج المصرية التي ركزت على العمليات الخاصة والقفز المظلي والقتال في المناطق الجبلية. هذا التعاون العسكري كان تجسيداً للعلاقات الأخوية الممتدة بين الشعبين، حيث ساهمت مصر في تعزيز القدرات القتالية للجزائريين ضمن إطار دعم حركات التحرر العربي.

  • تصريحات ياسر جلال جاءت خلال مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي
  • أثارت ردود فعل واسعة عبر منصات السوشيال ميديا داخل مصر
  • تطرقت إلى إشادة بالدور الجزائري بعد حرب 1967
  • واجهت انتقادات كونها غير دقيقة تاريخياً رغم نية ياسر جلال الحسنة
  • أثارت نقاشاً موسعاً حول تاريخ وتعاون الجيشين المصري والجزائري

تبدو تصريحات ياسر جلال نابعة من تقدير حقيقي للعلاقات بين مصر والجزائر، لكنها أظهرت الحاجة لحرص أكبر في نقل المعلومات التاريخية الحساسة، خاصة عندما يتعلق الأمر بدور مؤسسات عسكرية وتاريخية. هذا الجدل يبرز مدى تعقيد وخصوصية تناول مثل هذه الموضوعات أمام جمهور متابع يتوقع دقة في التفاصيل، مما يجعل هذه الواقعة درساً هاماً لمن يمثلون الرأي العام في مجال التاريخ الوطني والعسكري.