تقلبات الفيدرالي.. الأسواق الأمريكية تشهد تقلبات حادة بعد تصريحات متضاربة لمسؤولي البنك المركزي

الأسواق الأمريكية تتأرجح بعد تصريحات متباينة لرؤساء الفيدرالي حول مسار الفائدة والسياسة النقدية المقبلة حيث تباينت آراء مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مؤدية إلى تقلبات واضحة في السوق المالي يوم الجمعة، وسط توقعات متجددة باتجاه السياسة النقدية في اجتماع ديسمبر القادم بين من يدعم تثبيت الفائدة ومن يميل لخفضها أو التيسير في المستقبل القريب.

تحولات الأسواق الأمريكية بعد تصريحات مسؤولي الفيدرالي حول الفائدة

شهدت الأسواق الأمريكية تقلبات ملحوظة عقب تصريحات متباينة لمسؤولي الفيدرالي حول خفض الفائدة أو تثبيتها، حيث أبدى ستيفان ميران، عضو مجلس الاحتياطي الفيدرالي، استعداده لدعم خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس إذا كان صوته حاسمًا، مستندًا على بيانات تميل نحو التيسير صدرت مؤخرًا، وهو موقف يعكس رؤية تعتمد على التوقعات المستقبلية أكثر من البيانات الحالية. ميران أشار إلى قلقه من ضعف سوق العمل مقارنة بتوقعات الفيدرالي، مع العلم أن بيانات مؤشر أسعار المستهلك لشهر نوفمبر ستتوفر بعد اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة، مما يعقد من مهمة توقعات المستثمرين ويزيد من احتمالية تحوّل السياسة النقدية نحو التيسير.

انقسام واضح في مواقف الفيدرالي وتأثيره على الأسواق الأمريكية

على العكس تمامًا، دعت لوري لوجان، رئيسة الاحتياطي الفيدرالي في دالاس، إلى ضرورة تثبيت الفائدة في اجتماع ديسمبر منعًا لأي تيسير مفرط قد يضطر الفيدرالي للتراجع عنه لاحقًا، مؤكدة أن خفض الفائدة بشكل إضافي سيكون صعبًا دون مؤشرات قوية على تراجع التضخم بشكل ملحوظ أو تباطؤ واضح في سوق العمل. هذه المواقف المنقسمة بين أعضاء الفيدرالي تعكس تحديات ضخمة، حيث تباينت خطة خفض الفائدة بعدما قامت الهيئة بخفضها خلال الاجتماعين السابقين بنسبة 1% في 2024، أمام مخاوف استمرار التضخم فوق هدف 2% والتباطؤ اللاحق في سوق العمل. سوزان كولينز، رئيسة الفيدرالي في بوسطن، دعمت تثبيت الفائدة معتبرة أن التضخم المستمر ومؤشرات سوق العمل الحالية لا تبرر خفضًا إضافيًا، لكنها تتابع بحذر أي تدهور محتمل في سوق الوظائف يمكن أن يبرر التيسير.

تأثير تصريحات الفيدرالي على توجهات السوق الأمريكي واستشراف المستقبل

ألقت تصريحات جون ويليامز، رئيس الاحتياطي الفيدرالي في نيويورك، بظلالها على توقعات المستثمرين بعد تأكيده وجود مجال لخفض جديد محتمل قد يعيد الفائدة إلى مستويات أكثر حيادية، مما رفع من احتمالات خفض الفائدة خلال ديسمبر إلى 60% بعد أن كانت التوقعات تميل لتثبيتها. وأشار ويليامز إلى تباطؤ مؤقت في خفض التضخم وارتفاع معدل البطالة إلى 4.4%، مما يواكب مستويات ما قبل جائحة كورونا، وهو مؤشر على إبطاء سوق العمل. وفي ذات الوقت، استعرض فيليب جيفرسون، نائب رئيس الفيدرالي، تأثير الذكاء الاصطناعي على الاقتصاد، مؤكدًا أن أسهم شركات الذكاء الاصطناعي ليست فقاعة كما في التسعينات بسبب الأرباح الفعلية لهذه الشركات، وبيّن أن النظام المالي يظل قويًا مع حذر من زيادة المديونية المستقبلية التي قد تنشأ مع توسع الاستثمارات في هذا القطاع التكنولوجي، داعيًا إلى متابعة معمقة لتأثيرات الذكاء الاصطناعي على سوق العمل والتضخم والسياسة النقدية.

  • انقسام داخل الفيدرالي بين التثبيت والخفض مسيطر على توجه السوق
  • توقعات خفض الفائدة ترتفع بعد تصريحات إيجابية لمسؤولي نيويورك
  • تأثير الذكاء الاصطناعي يشكل عاملًا متغيرًا هامًا في السياسات الاقتصادية المستقبلية
الاجتماع نسبة خفض الفائدة المتوقعة
ديسمبر 2024 60%
الاجتماعات السابقة 2024 خفض بنسبة 1%

تؤكد تحركات الأسواق الأمريكية الحالية والتصريحات المتباينة لمسؤولي الفيدرالي تعقيد المشهد الاقتصادي، بين مكافحة التضخم وحماية سوق العمل، وسط مخاوف من تقلبات محتملة بسبب الابتكار التكنولوجي ووضع الذكاء الاصطناعي الراهن، فتظل الأعين متجهة لترقب انعكاسات اجتماع ديسمبر وما ستسفر عنه قرارات الفائدة القادمة على مستوى الاقتصاد الوطني والعالمي مع توقعات وتوترات مكثفة تملأ أجواء السوق.