تراجع مفاجئ.. أسعار النفط تهبط مع تقلص فرص السلام بين موسكو وكييف

انخفاض أسعار النفط وسط تراجع آمال السلام بين روسيا وأوكرانيا يعكس حالة من التقلب والتردد في الأسواق العالمية، حيث تزايدت المخاوف حيال فائض المعروض، مع استمرار حالة عدم اليقين في محادثات السلام بين الطرفين. هذا التراجع يأتي في ظل أجواء سياسية غير مستقرة وتأثيرات متداخلة على سوق النفط العالمي.

تطورات أسعار النفط اليوم وتأثير المحادثات الروسية الأوكرانية

شهدت أسعار النفط اليوم الثلاثاء تراجعًا ملحوظًا، حيث انخفضت عقود خام برنت تسليم ديسمبر بمقدار 32 سنتًا، ما يعادل نزولًا بنسبة 0.51% لتسجل 62.85 دولارًا للبرميل، فيما نزل خام غرب تكساس الوسيط 27 سنتًا بنسبة 0.46% ليصل إلى 59.05 دولارًا للبرميل، بعد أن شهدت أسعار الخام ارتفاعًا تجاوز 1% في جلسة الأمس. وتعيد هذه التغيرات الاهتمام بمحادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، خاصة بعد لقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنر في الكرملين، وهو اللقاء الذي أثار أجواء من عدم اليقين بين المستثمرين حول مستقبل الإمدادات النفطية.

تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية على استقرار سوق النفط العالمي

قبل الاجتماع المرتقب، وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحذيرًا شديد اللهجة إلى القوى الأوروبية من إمكانية اندلاع حرب مع روسيا، مؤكدًا جاهزية موسكو للرد على أي تهديد، مع تهديده بقطع وصول أوكرانيا إلى البحر في رد على الهجمات بالطائرات المسيرة التي استهدفت ناقلات الأسطول الروسي “الظل” في البحر الأسود. في سياق متصل، يستعد بوتين للقيام بزيارة رسمية إلى الهند لمدة يومين تبدأ الخميس المقبل، بهدف تعزيز مبيعات النفط الروسية وترويج أنظمة الصواريخ والطائرات المقاتلة، في خطوة تهدف إلى تقوية العلاقات الاقتصادية والدفاعية المتأثرة بالضغوط الأمريكية على نيودلهي، مما يعكس الدينامية المعقدة التي تحيط بسوق النفط العالمي.

تأثير فائض المعروض ومخاوف السوق بين الهجمات وقرارات أوبك+

أشار فيل فلين، كبير محللي مجموعة برايس فيوتشرز، إلى أن تصريحات بوتين خلقت حالة من الارتباك في السوق، إذ توارت الثقة في إمكانية قرب اتفاق سلام، مما أثر على تحركات النفط. وعلى هامش هذه التطورات، أعلنت جهة مسؤولة عن خط أنابيب بحر قزوين استئناف شحنات النفط من نقطة ربط في ميناء البحر الأسود عقب هجوم أوكراني بالطائرات المسيّرة يوم السبت، بالإضافة إلى هجوم مماثل استهدف ناقلة روسية محملة بزيت عباد الشمس قرب السواحل التركية يوم الثلاثاء. وأوضح جانيف شاه، محلل في شركة ريستاد إنرجي، أن هذه الحوادث أثرت على ضغوط الأسعار، إلا أن تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وفنزويلا ساهم في موازنة السوق. وفي إطار جهود ضبط الأوضاع، اتفقت منظمة أوبك+ مؤخرًا على تثبيت مستويات إنتاج النفط دون تغيير للربع الأول من عام 2026، في محاولة لتجنب تفاقم فائض المعروض المحتمل.

• التقلبات تأتي في ظل تعثر محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
• تصاعد التوترات الإقليمية وتوقف شحنات النفط مؤخرًا مؤثران في السوق.
• قرارات أوبك+ تثبيت الإنتاج تعكس حذر المجموعة من فائض المعروض.
• زيارة بوتين إلى الهند توجه لتعزيز العلاقات النفطية والدفاعية.