دولارين فرقاً.. الفضّة تهبط بعيداً عن أعلى مستوياتها التاريخية وسط تقلبات السوق

جني الأرباح يدفع سعر الفضة للابتعاد بنحو دولارين عن الذروة التاريخية وسط تقلبات السوق وتعافي الدولار الأمريكي، بعد تسجيل المعدن الأبيض مستويات قياسية الأسبوع الماضي، ما دفع المستثمرين إلى ضبط مراكزهم في ظل ترقب قرارات الفيدرالي الأمريكي بشأن أسعار الفائدة.

تحليل سعر الفضة اليوم وأثر جني الأرباح على الأسعار

شهد سعر الفضة تراجعًا بلغ 2.4% وصولًا إلى 57.0935 دولارًا للأونصة، مبتعدًا بمقدار يقارب دولارين عن أعلى مستوى تاريخي لمسّ المعدن الثمين، بعد تصحيح صعود استمر لثماني جلسات متتالية مدعومًا بمخاوف نقص الإمدادات وتوقعات تخفيض معدل الفائدة الأمريكي، ما عزز الطلب على الفضة كملاذ آمن. بالمقابل، سجل مؤشر “بلومبرج” للدولار ارتفاعًا طفيفًا بنسبة 0.1% في جلسة اليوم، ما يزيد عادة أعباء شراء المعادن النفيسة للمستثمرين عالميًا ويؤثر على تحركات السعر.

توقعات الفيدرالي الأمريكي وتأثيرها على أسعار الفضة

تصاعدت التوقعات بخفض سعر الفائدة الأمريكية إثر بيانات شركة “إيه دي بي” التي أظهرت أكبر خسائر وظيفية في سوق العمل منذ بداية 2023، ما أثار القلق من تباطؤ أقوى في الاقتصاد الأمريكي. يضع المستثمرون احتمالية شبه مؤكدة لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع البنك الفيدرالي المقرر في 9 و10 ديسمبر، مما يعزز من جاذبية الفضة كملاذ استثماري. ويُذكر أن الفضة كانت الرابح الأكبر هذا العام، إذ تضاعفت قيمتها تقريبًا، متفوقة على مكاسب الذهب التي بلغت 60%، فيما يتجه المعدنان لتحقيق أفضل أداء سنوي منذ 1979.

تأثير حجم المعروض وقضايا الرسوم الجمركية على سوق الفضة

شهدت الأسواق خلال أكتوبر طفرة في شراء الفضة قادت إلى تدفق كميات كبيرة إلى لندن، وعجز في التوفر في مناطق أخرى، فيما هبطت مخزونات مستودعات بورصة شنغهاي لأدنى مستوياتها خلال عقد كامل. يراقب المستثمرون بقلق احتمالات فرض رسوم جمركية إضافية على الفضة في الولايات المتحدة بعد تصنيفها ضمن “المعادن الحيوية” حسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية. وأوضح دانيال غالي، كبير استراتيجيي السلع لدى “تي دي سيكيوريتيز”، أن احتمالات ظهور “علاوة أمريكية” أدت إلى ارتفاع كميات الفضة في مستودعات “كوميكس”، مؤكدًا استمرار تقلص السيولة حتى تتضح السياسة الجمركية. ويُبرز غالي أن زيادة تدفقات خيارات صناديق الفضة المتداولة، مدعومة من المستثمرين الأفراد، تخلق ضغطًا ملحوظًا على الأسعار وسط نقص السيولة، ما يمهد لارتفاعات حادة في الأسواق.

• ارتفاع تداول العقود على صناديق الفضة المتداولة لأرقام غير مسبوقة منذ أكتوبر
• تأثر الأسعار بتذبذب مؤشر الدولار واستقرار أدائه مؤخراً
• دعم أسعار الفضة من ضعف الدولار الأمريكي الذي يخفض تكلفة الشراء عالميًا

تظل أسواق الفضة تحت مراقبة مستثمريها لحذرهم من التأثيرات المتعددة لجني الأرباح وتعافي الدولار وسياسات الفيدرالي الأمريكية، وسط نقص واضح في المعروض ووضع دولي متقلب، ما يجعل تقلب الأسعار مستمرًا حتى مع القفزات التاريخية التي يشهدها المعدن الأبيض.