ارتفعت أسعار الذهب الخميس وسط ترقب المستثمرين لاجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي المُرتقب الأسبوع المقبل والذي يحمل مؤشرات مهمة حول اتجاه أسعار الفائدة المستقبلية، حيث صعد الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.25% ليصل إلى 4216.35 دولار للأوقية، كما سجلت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير/شباط زيادة مماثلة بنسبة 0.25% مسجلة 4242.90 دولار للأوقية.
تأثير اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي الأمريكي على أسعار الذهب
يركز المتداولون والمستثمرون على بيانات مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر/أيلول المقرر إصدارها يوم الجمعة، والتي تمثل من بين أهم المؤشرات الاقتصادية التي ستُدرس قبل انعقاد الاجتماع الحاسم للجنة الاتحادية للسوق المفتوحة في مجلس الاحتياطي الاتحادي الأسبوع المقبل. تُظهر توقعات أداة فيد ووتش التابعة لسوق العقود الآجلة سي.إم.إي احتمالاً بنحو 89% لخفض أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، فيما تطالب شركات الوساطة الكبرى أيضاً بخفض الفائدة خلال جلسات 9 و10 ديسمبر/كانون الأول. يُعد خفض أسعار الفائدة دعماً قوياً للأصول التي لا تحقق عوائد مباشرة مثل الذهب، حيث يجعل من المعدن الأصفر خيارًا مفضلاً للاستثمار في ظل انخفاض تكاليف الفرصة البديلة.
كيف ساهمت أسعار الفائدة في تحركات أسعار الذهب والفضة والمعادن النفيسة
تنعكس تحركات أسعار الفائدة بشكل واضح على أسعار المعدن الأصفر، فالانخفاض المتوقَّع يدفع الذهب للارتفاع، بينما شهدت الفضة تراجعاً بنسبة 1.94% ليسجل 57.47 دولار للأوقية بعد أن بلغ أعلى سعر له عند 58.98 دولار خلال جلسة الأربعاء. رغم هذا التراجع، ارتفعت الفضة بنسبة 101% منذ مطلع العام الحالي، ويرجع ذلك إلى عوامل عدة تتمثل في مخاوف السوق بشأن السيولة التي أدت إلى تحويلات استثمارية مهمة من الأسهم الأمريكية إلى المعادن الأساسية، إضافة إلى تصنيف الفضة ضمن قائمة المعادن الاستراتيجية الأمريكية والنقص الهيكلي في المعروض.
أما باقي المعادن النفيسة، فقد شهد البلاديوم انخفاضاً بنسبة 1.8% مسجلاً 1434 دولاراً، وهبط البلاتين بنسبة 1.8% أيضاً ليصل إلى 1641.95 دولار للأوقية.
| المعدن | التغير (%) | السعر الحالي (دولار للأوقية) |
|---|---|---|
| الذهب (فوري) | +0.25 | 4216.35 |
| العقود الآجلة للذهب (فبراير) | +0.25 | 4242.90 |
| الفضة | -1.94 | 57.47 |
| البلاتين | -1.8 | 1641.95 |
| البلاديوم | -1.8 | 1434 |
العوامل المحركة لسوق المعادن الثمينة وسط التوترات الاقتصادية العالمية
تُلقي توقعات خفض أسعار الفائدة بظلالها على تحركات المعادن الثمينة، حيث تؤدي إلى دعم أصول مثل الذهب والفضة، خاصة في ظل تدفقات الاستثمار المتزايدة تجاه المعادن الثمينة كمخزن للقيمة في الأوقات التي تتسم بعدم اليقين الاقتصادي أو التقلبات في الأسواق المالية. تشمل الأسباب الرئيسية التي تغير فيها العرض والطلب على المعادن الثمينة ما يلي:
- سياسات خفض أسعار الفائدة التي تخفض تكلفة الفرص البديلة للاستثمار في المعادن الثمينة
- تصنيف الفضة كأحد المعادن الأساسية الاستراتيجية في الاقتصاد الأمريكي
- نقص هيكلي في معروض الفضة والمعادن الأخرى بسبب عوامل الإنتاج والطلب الصناعي المتزايد
- تدفقات الاستثمار من الأسهم إلى المعادن الثمينة بسبب تقلبات الأسواق المالية
يراقب المستثمرون عن كثب التطورات الاقتصادية التي قد تصدر عن اجتماع مجلس الاحتياطي الاتحادي؛ إذ يُترقب ما قد تحمله القرارات الجديدة من مؤشرات تساهم في تحديد مسار أسعار الذهب وباقي المعادن النفيسة خلال المرحلة المقبلة، وذلك ضمن سياق تغيرات عالمية تؤثر على الأسواق المالية والمعدنية على حد سواء
