أسعار الذهب تتأثر ببيانات سوق العمل وترقب اجتماع الفيدرالي الأميركي الأسبوع المقبل، حيث شهد المعدن الأصفر ارتفاعًا في تسوية يوم الخميس 4 ديسمبر، مدعومًا بزيادة عوائد السندات الأميركية وسط تقييم المستثمرين لأوضاع سوق العمل والتقلبات في الأسواق العالمية. يأتي ذلك في ظل توقعات متباينة وانخفاض طفيف في طلبات إعانة البطالة، وسط ترقب لقراءة مؤشر التضخم المؤثر على قرارات الفيدرالي.
تأثير بيانات سوق العمل على أسعار الذهب وتوقعات الفيدرالي
ارتفعت أسعار الذهب عند تسوية يوم الخميس بدعم من زيادة العوائد على سندات الخزانة الأميركية، مما عزز الطلب على المعدن كملاذ آمن وسط حالة من الترقب لسوق العمل الأميركي وترقب اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأسبوع المقبل. شهدت الأسهم الآسيوية والأوروبية مكاسب، وهو ما انعكس على الطلب على الأصول الآمنة، في الوقت الذي تستعد فيه الأسواق لتقييم مؤشرات اقتصادية أميركية قد تؤثر على توقعات الفائدة. بلغت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير ارتفاعًا بنسبة 0.25%، مسجلة 4243 دولاراً للأونصة، بالتزامن مع ارتفاع العائد على السندات العشرية الأميركية إلى 4.108%، مما يعكس بوضوح ضعف الطلب عليها.
تكشف بيانات شركة الاستشارات “تشالنجر وجراي آند كريسماس” ارتفاع عمليات التسريح في المؤسسات الأميركية إلى 1.17 مليون وظيفة خلال 11 شهرًا، ما يعكس ضغوطًا على سوق العمل، فيما أظهرت وزارة العمل انخفاض طلبات إعانة البطالة بواقع 27 ألف طلب إلى 191 ألفاً، وهو أدنى مستوى منذ سبتمبر 2022؛ مما يعكس التباين والتناقض في مؤشرات سوق العمل قبيل اجتماع الفيدرالي المقرر يومي 9 و10 ديسمبر، والذي من المتوقع أن يشهد خفضًا في أسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس.
المؤشرات المتضاربة في سوق العمل وتأثيرها على تحركات الذهب والفضة
مع اقتراب اجتماع الفيدرالي، تتصدر مؤشرات سوق العمل العناوين، حيث يظهر التقرير الأسبوعي لوزارة العمل انخفاضًا ملحوظًا في طلبات إعانة البطالة إلى أدنى مستوى خلال أكثر من ثلاث سنوات، في مقابل تقديرات بنك الاحتياطي الفيدرالي في شيكاغو التي تشير إلى استقرار معدل البطالة قرب 4.4% خلال نوفمبر، ما يضيف مزيدًا من التعقيد في تفسير أداء سوق العمل وتأثيره على أسعار الفائدة وأسعار الذهب. تأتي هذه المؤشرات في ظل نتائج بيانات ADP الأخيرة التي أظهرت فقدان القطاع الخاص غير الزراعي 32 ألف وظيفة في نوفمبر عكس توقعات بزيادة الوظائف.
تؤكد تصريحات كبار الاستراتيجيين في السوق، مثل كبير استراتيجي السوق لدى RJO Futures، أن البيانات المخيبة للآمال، إلى جانب وصول أسعار الفضة إلى أعلى مستوياتها، يمثلان دعمًا هامًا لسعر الذهب في الأيام الأخيرة. وتظهر أداة CME احتمالات قوية بنسبة 89% بأن يُخفض الفيدرالي أسعار الفائدة في الاجتماع القادم، في الوقت الذي تستمر فيه الأسواق في متابعة قراءة مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو المقياس المفضل لدى الفيدرالي لتقييم التضخم، ما يزيد من أهمية تحركات الذهب في ظل معدلات الفائدة المنخفضة التي تدعم الأصول غير المدرة للعوائد مثل الذهب.
تحركات أسعار الذهب والفضة وسط الترقب الاقتصادي العالمي
شهدت أسعار الفضة ارتفاعًا لافتًا بنحو 102% منذ بداية العام، نتيجة مخاوف متزايدة بشأن سيولة السوق، خاصة بعد التدفقات الخارجة من الأسهم الأميركية. في الوقت نفسه، شهدت العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير تراجعًا بنحو 0.2% إلى 4226.1 دولار للأونصة، وانخفض سعر البيع الفوري للذهب بنسبة مماثلة إلى 4195.70 دولار للأونصة، في حين ارتفع سعر العقود الآجلة للفضة بنسبة 0.3% إلى 58.78 دولار للأونصة.
- العقود الآجلة للذهب تسليم فبراير: ارتفاع 0.25% إلى 4243 دولاراً
- العائد على السندات العشرية الأميركية: ارتفاع 5 نقاط أساس إلى 4.108%
- انخفاض طلبات إعانة البطالة الأسبوعية إلى 191 ألف طلب
- توقع خفض الفوائد 25 نقطة أساس في اجتماع الفيدرالي القادم
- ارتفاع أسعار الفضة 102% منذ بداية العام الجاري
| المؤشر | القيمة |
|---|---|
| العقود الآجلة للذهب (فبراير) | 4243 دولار للأونصة (+0.25%) |
| العائد على السندات الأميركية | 4.108% (+5 نقاط أساس) |
| عدد طلبات إعانة البطالة | 191 ألف طلب (-27 ألف طلب) |
| القطاع الخاص غير الزراعي (وظائف نوفمبر) | -32 ألف وظيفة |
| أسعار العقود الآجلة للفضة | 58.78 دولار للأونصة (+0.3%) |
هذا الأداء يعكس الطابع الحذر للمستثمرين الذين يوازنّون بين مؤشرات سوق العمل المتباينة وترقب نتائج اجتماع الفيدرالي المقبلة، وسط تقلبات في الأسواق ومخاوف متزايدة بشأن مستويات السيولة، مما يظل يدفع الطلب على الذهب والفضة باعتبارهما ملاذين آمِنين في ظل بيئة اقتصادية غير مستقرة.
