الذهب يستقر وسط ترقب بيانات أمريكية حاسمة

الاستقرار في أسعار الذهب اليوم الجمعة جاء بعد أن تعادل تأثير ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية مع ضعف الدولار، وسط ترقب المستثمرين لبيانات التضخم الرئيسية التي ستوضح اتجاه مجلس الاحتياطي الاتحادي قبل اجتماعه المرتقب الأسبوع المقبل. حيث حافظ الذهب على سعره قرب 4208.46 دولارًا للأوقية، مع توجهه لتسجيل خسارة أسبوعية بنسبة 0.5%.

تطورات أسعار الذهب وتأثيرات عوائد سندات الخزانة والدولار

شهدت أسعار الذهب استقرارًا في التداولات الفورية عند 4208.46 دولارًا للأوقية بحلول الساعة 03:58 بتوقيت جرينتش، في الوقت الذي هبطت فيه العقود الأمريكية الآجلة لتسليم ديسمبر بنسبة 0.1%، مسجلة 4237.70 دولارًا للأوقية، مما يشير إلى حالة من التوازن في الأسواق. وتأتي هذه التوجهات بينما حومت عوائد سندات الخزانة الأمريكية لأجل عشر سنوات قرب أعلى مستوى لها خلال أكثر من أسبوعين، في ظل تراجع الدولار الذي استقر قرب أدنى مستوياته خلال خمسة أسابيع مقابل سلة من العملات العالمية. هذا التوازن يعكس حالة من الحذر بين المستثمرين الذين يترقبون تحركات البنك المركزي الأمريكي وتأثيرها على أسعار الذهب، لا سيما مع التصريحات التي أشار فيها كونال شاه، رئيس قسم الأبحاث لدى نيرمال بانج كوموديتيز، إلى أن الأسواق في انتظار محفزات جديدة من مجلس الاحتياطي الاتحادي قد تؤثر على مسار أسعار الذهب.

توقعات مجلس الاحتياطي الاتحادي وتأثيرها على أسعار الذهب

تترافق أسعار الذهب اليوم مع تحركات اقتصادية ينتظرها المستثمرون، حيث يرى غالبية الخبراء في استطلاع لرويترز شمل أكثر من 100 خبير اقتصادي أن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيعلن عن خفض سعر الفائدة الرئيسي بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماعه المقرر خلال 9 و10 ديسمبر المقبل. ويرتكز هذا التوقع على العلاقة العكسية بين أسعار الفائدة وأسعار الأصول التي لا توفر عائداً مثل الذهب، إذ عادة ما تدعم أسعار الفائدة المنخفضة زيادة الطلب على الذهب باعتباره ملاذًا آمنًا وبديلًا استثماريًا. ومن جهة أخرى، يتابع المستثمرون باهتمام مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي لشهر سبتمبر، وهو المؤشر المفضل لدى مجلس الاحتياطي الاتحادي لقياس التضخم، حيث من المقرر صدوره في الساعة 1500 بتوقيت جرينتش، ويمثل هذا المؤشر حجر الزاوية في رسم السياسات النقدية التي تؤثر مباشرة على أسعار الذهب ومتحركاته.

تذبذب أسعار المعادن النفيسة الأخرى وعلاقتها بأسعار الذهب

تميّزت حركة سوق المعادن النفيسة الأخرى بالتقلبات، حيث ارتفعت الفضة بنسبة 0.5% لتصل إلى 57.40 دولارًا للأوقية بعد أن حققت يوم الأربعاء مستوى قياسياً عند 58.98 دولارًا، وتتجه الفضة لتحقيق مكاسب أسبوعية مع استمرار الطلب عليها. في المقابل، انخفض البلاتين بنسبة 0.4% إلى 1640.25 دولارًا للأوقية مع توجهه لتسجيل خسارة أسبوعية، بينما زاد البلاديوم بنسبة 0.9% ليصل إلى 1461.67 دولارًا للأوقية، مقتربًا من إنهاء الأسبوع على ارتفاع. هذه التغيرات في أسعار المعادن تعكس تفاعلات معقدة بين عوامل العرض والطلب، والعوامل الاقتصادية العالمية، إضافة إلى تأثرها بشكل غير مباشر بحركات أسعار الذهب وتوقعات الباحثين في الأسواق المالية.

• استقرار أسعار الذهب يعود إلى توازن بين عوائد السندات الأمريكية وضعف الدولار
• توقع خفض سعر الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الاتحادي يؤثر إيجابيًا على الذهب
• مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي يدخل بشكل حاسم في تقييم مستقبل تحركات أسعار الذهب
• تذبذب أسعار المعادن النفيسة الأخرى يعكس حالة عدم اليقين في الأسواق المالية العالمية