الدولار يواجه اختبارًا حاسمًا مع موجة هبوط جديدة

الدولار الأميركي والتوقعات حول خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على سعر الصرف والأسواق المالية

شهد الدولار الأميركي تراجعاً ملحوظاً مستمراً في أدنى مستوياته خلال ستة أسابيع، رغم ارتفاعات الأمس واستقراره في التداولات المبكرة، حيث استمرت خسائره لمدة تسع جلسات متتالية وسط ترقب الأسواق لبيانات التضخم الهامة اليوم الجمعة؛ وهذا يأتي بالتزامن مع ضعف البيانات الاقتصادية في الولايات المتحدة ومطالب أعضاء الاحتياطي الفيدرالي بخفض أسعار الفائدة خلال الاجتماع المقبل.

مستوى سعر الدولار وتأثير البيانات الاقتصادية على تراجع العملة الأميركية

استقر مؤشر الدولار، الذي يقيس قوة العملة الأميركية مقابل سلة من ست عملات رئيسية، حول مستوى 99 نقطة في الساعات الأولى من الجمعة بتوقيت غرينتش، ليكمل بذلك انخفاضاً نسبته 0.5% خلال آخر خمس جلسات وتراجع بنسبة 0.7% خلال الشهر الأخير؛ ويعكس هذا ضعفا في قوة الدولار بدعم من مجموعة بيانات اقتصادية مخيبة للآمال في الولايات المتحدة، أدت إلى تعميق الانخفاض بنسبة 9% منذ مطلع العام وخسارة حوالي 11.5% منذ بداية عهد الرئيس ترامب في يناير الماضي، وسط مخاوف المستثمرين من تولي المستشار الاقتصادي في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، المعروف بموقفه التيسيري، رئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي بعد انتهاء ولاية جيروم باول في مايو المقبل.

توقعات خفض الفائدة وارتباطها ببيانات التضخم الأمريكية وتأثيراتها على الأسواق

تتركز أنظار المستثمرين حالياً على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي، المقياس المفضل لدى البنك المركزي الأميركي لقياس التضخم، حيث من المتوقع صدوره اليوم الجمعة ليحدد توجه الأسواق تجاه سياسات الفائدة القادمة. وأظهرت بيانات البطالة الأخيرة انخفاضاً في طلبات إعانة البطالة لأدنى مستوى خلال أكثر من ثلاث سنوات، مما منح الدولار فرصة مؤقتة لاستعادة أنفاسه ووقف سلسلة الخسائر المتواصلة. في هذا السياق، أشار استراتيجي الفوركس في بنك “آي إن جي”، فرانشيسكو بيسول، إلى أن الأسواق لا تتوقع مراجعة جذرية لسياسة بنك الاحتياطي الفيدرالي قبل اجتماع الأربعاء المقبل، ما يعني احتمال استقرار نسبي في سعر الدولار اليوم رغم المخاطر الموسمية والشراء المفرط للعملات المنافسة ضمن مجموعة العشرة.

سعر الفائدة وأسعار العملات المنافسة وتأثيرها على ديناميكيات الدولار الأمريكي

يرى المحللون أن الأسواق تعيّن احتمالية خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في الاجتماع المقبل بنسبة 88.2%، مع احتمال 11.8% بالإبقاء على الأسعار دون تغيير، وفقاً لأداة “فيد ووتش” التابعة لـ”سي.إم.إي”. بالإضافة إلى ذلك، تشير التوقعات إلى إمكانية خفضين إضافيين خلال بداية العام المقبل؛ وهي التوقعات التي إن تَحقَّقت، فستؤدي إلى استمرار انخفاض الدولار الأميركي خلال الربع الأول من العام، الذي يَعد موسمياً مناسباً لهذا التراجع.

فيما يلي جدول يوضح أهم أسعار العملات المنافسة مقابل الدولار الأميركي خلال الفترة الحالية:

العملة السعر الحالي مقابل الدولار التغير النسبي
الين الياباني 154.7 ين لكل دولار انخفاض إلى أدنى مستوى خلال 3 أسابيع
اليورو 1.1655 دولار انخفاض بنسبة 0.1%
الجنيه الإسترليني 1.3336 دولار استقرار
الفرنك السويسري 0.8001 دولار انخفاض بنسبة 0.1%
الدولار النيوزيلندي 0.5774 دولار استقرار
الدولار الأسترالي 0.661 دولار انخفاض بنسبة 0.15%
  • تراجع الدولار مقابل الين الياباني إلى أقل مستوى خلال ثلاثة أسابيع
  • انخفاض طفيف في قيمة اليورو والفرنك السويسري مقابل الدولار
  • استقرار نسبي للجنيه الإسترليني والدولار النيوزيلندي مقابل الدولار الأميركي
  • انخفاض ملحوظ خفيف للدولار الأسترالي

تواصل الأسواق متابعة تطورات السياسة النقدية للبنك المركزي الأميركي وسط توقعات بخفض الفائدة التي يُمكن أن تؤثر على الأصول عالية المخاطر، كما تشهد بورصات آسيا حالة من القلق حيال تطورات الاقتصاد الصيني، في مقابل التفاؤل النسبي بالنسبة للاقتصاد الياباني؛ الأمر الذي يزيد من حدة تقلبات سعر الدولار الأمريكي في الفترة الحالية ويشد اهتمام المستثمرين العالميين بشكل متزايد.