الدولار مقابل العملات الأجنبية يشهد تقلبات ملحوظة قبيل خفض الفائدة المتوقع من الفيدرالي
تراجع مؤشر الدولار يوم الجمعة ليقترب من أدنى مستوى له خلال خمسة أسابيع، وسط ترقب الأسواق لقراءة التضخم الأمريكية التي تأجل صدورها ولا يُتوقع أن تؤثر على توقعات خفض الفائدة من قبل مجلس الاحتياطي الفيدرالي في الاجتماع المقبل. هذا التراجع يعكس ضعف الدولار مقابل الين الياباني بسبب توقعات رفع بنك اليابان لأسعار الفائدة، ما أدّى إلى وصول الين لأعلى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع.
تراجع مؤشر الدولار وتعاملات الأسواق قبل خفض الفائدة
مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأمريكية مقابل ست عملات رئيسية، هبط بنسبة 0.1% ليصل إلى 98.981، متجهاً نحو أدنى مستوى سجله الخميس عند 98.765، من دون تغير ملموس في تعاملات الأسواق قبيل صدور مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE) – وهو مؤشر التضخم المفضل لدى الفيدرالي. ويتوقع محللو LSEG ارتفاعًا بنسبة 0.2% في القراءة الأساسية لهذا المؤشر لشهر سبتمبر، غير أن هذه البيانات ليست متوقعة لتغيير سيناريو الفيدرالي في خفض سعر الفائدة ربع نقطة مئوية في اجتماع 9 و10 ديسمبر، ويُنتظر من الأسواق التركيز على أي إشارات حول مستقبل سياسات التيسير النقدي.
تشير بيانات LSEG إلى أن المتعاملين يُسعرون حالياً احتمالية 86% لتنفيذ خفض الفائدة الأسبوع المقبل، مع احتمال إجراء خفضين إضافيين خلال 2024. ويُدرس المستثمرون أيضًا احتمال تعيين كيفين هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض، رئيسًا للفيدرالي بعد انتهاء ولاية جيروم باول في مايو، مع توقعات بدفع هاسيت نحو مزيد من تخفيضات الفائدة.
انخفاض الدولار أمام الين مع اقتراب رفع الفائدة من بنك اليابان
شهد الدولار ضعفاً واضحاً مقابل الين، حيث هبط بنسبة 0.12% إلى 154.92 ين، مقترباً من أدنى مستوى له منذ 17 نوفمبر. وأفادت مصادر لوكالة بلومبرغ أن مسؤولي بنك اليابان مستعدون لرفع أسعار الفائدة في 19 ديسمبر إذا لم تطرأ صدمات اقتصادية كبيرة، بعد تقرير لرويترز يؤكد احتمال اتخاذ هذا القرار خلال الشهر الجاري. هذا الدعم دفع الين للصعود إلى أعلى مستوى له خلال ثلاثة أسابيع. في حين ارتفع اليورو 0.1% إلى 1.1651 دولار، متجهاً نحو أعلى مستوياته في ثلاثة أسابيع، كما صعد الجنيه الإسترليني 0.15% إلى 1.3346 دولار، مقترباً من أعلى مستوى له في ستة أسابيع.
| العملة | أداء مقابل الدولار | أعلى مستوى حديث |
|---|---|---|
| الين الياباني | هبوط الدولار 0.12% | أعلى مستوى منذ 17 نوفمبر |
| اليورو | صعود بنسبة 0.1% | أعلى مستوى خلال 3 أسابيع |
| الجنيه الإسترليني | صعود بنسبة 0.15% | قريب من ذروة 6 أسابيع |
التأثيرات الاقتصادية المرتقبة ومؤشرات سوق العمل الأمريكية
يظل سوق العمل الأمريكي محور اهتمام المستثمرين باعتباره مؤشراً رئيسياً للفيدرالي بشأن حاجته لمزيد من التيسير النقدي لدعم الاقتصاد، وقد أظهرت البيانات الأخيرة انخفاض طلبات إعانة البطالة الجديدة إلى أدنى مستوى في أكثر من ثلاث سنوات، رغم تأثرها بإجازة عيد الشكر. ولا تزال الصورة الاقتصادية غير كاملة بعد الإغلاق الحكومي الطويل الذي أدى إلى تأجيل بعض البيانات ومنع تصنيع أخرى، بما في ذلك تقرير الوظائف الشهري الذي تم تأجيل نشره إلى منتصف ديسمبر، مع غياب لأرقام الشهر الماضي.
وشهدت الأسواق تحركات ملحوظة في العملات الأخرى قبيل سلسلة اجتماعات البنوك المركزية المقررة للأسبوعين المقبلين، والتي تشمل:
- بنك الاحتياطي الأسترالي في الثلاثاء القادم
- بنك كندا يوم الأربعاء
- المصرف الوطني السويسري يوم الخميس
- ومن ثم اجتماعات بنك اليابان، البنك المركزي الأوروبي، بنك إنجلترا، وبنك ريكسبانك السويدي في الأسبوع التالي
وكان الدولار الأسترالي ارتفاع بنسبة 0.3% إلى 0.6626 دولار، عقب تسجيله أعلى مستوى في أكثر من شهرين، بينما صعد الفرنك السويسري بنسبة 0.1% إلى 0.8029 مقابل الدولار بعد تراجعه الحاد في الجلسة السابقة عن أعلى مستوى له خلال أسبوعين.
يبقى تتبع أداء الدولار مقابل العملات الأجنبية مهماً لمعرفة انعكاسات تحركات اقتصادية وسياسية جوهرية يمر بها العالم، خصوصاً مع اقتراب قرارات هامة من الفيدرالي وبنوك مركزية كبرى تؤثر على السيولة ومدى انحسار أو توسع السياسات النقدية في الفترة القادمة
