تراجع الذهب أسبوعيًا وسط استقرار يومي مع تفاؤل للعام المقبل

أسعار الذهب في الأسواق العالمية والترقب لسنة 2026

شهدت أسعار الذهب في الأسواق العالمية استقرارًا عند تسوية تعاملات يوم الجمعة، رغم تسجيل تراجع أسبوعي هام حيث سجلت العقود الآجلة للذهب مستوى 4243 دولارًا للأوقية، بخسائر أسبوعية بلغت 0.3%، مما يعكس قلق المستثمرين تجاه تغيرات السوق الاقتصادية، وسط مؤشرات التضخم وتذبذب سعر الدولار أمام العملات الرئيسية.

تطورات أسعار الذهب مع تحركات الدولار والتضخم الأمريكي

انخفض سعر الذهب في المعاملات الفورية بنحو 0.06% بخسائر قليلة وصلت إلى 2.6 دولار عند مستوى 4204 دولارات للأوقية، حسب توقيت جرينتش مساء الجمعة، حيث أثر استقرار سعر الدولار أمام اليورو عند مستوى 1.1641 دولار، وارتفاعه أمام الين الياباني بنسبة 0.1% عند مستوى 155.3000 ين، مع ثباته أمام الجنيه الإسترليني عند 1.3328 دولار، على وضوح المشهد الاقتصادي وتأثيره على أسعار الذهب. في ذات السياق، أظهرت بيانات وزارة التجارة الأمريكية تأخر قراءة التضخم الأساسي بسبب إغلاقات حكومية، إلا أن التضخم سجل 2.8% خلال سبتمبر، وهو أدنى من التوقعات السنوية، بالإضافة إلى ارتفاع مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بنسبة 0.2% شهريًا، ومؤشر الاستهلاك العام 0.3%، وفق توقعات الأسواق.

تأثير مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي على أسعار الذهب والسياسة النقدية

يعتمد الاحتياطي الفيدرالي بشكل كبير على مؤشر نفقات الاستهلاك الشخصي كأداة دقيقة لقياس التضخم، حيث يدعم تراجع القراءة السنوية إمكانية خفض أسعار الفائدة قريبًا، وهو ما يؤثر مباشرة على تحركات أسعار الذهب، نظرًا لعلاقة العكس بين الذهب وأسعار الفائدة. يُعتبر الذهب ملاذًا آمنًا في فترات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، ويتفاعل بشكلٍ واضح مع توجهات السياسة النقدية الأمريكية، الأمر الذي يكرّس دوره كأصل استثماري مفضّل لدى المستثمرين حول العالم.

توقعات أسعار الذهب في 2026: تقلبات وفرص استثمارية متباينة

توقع المجلس العالمي للذهب تقلبات كبيرة في أسعار المعدن الأصفر خلال 2026، حيث يتراوح نطاق الارتفاع بين 5% و30% اعتمادًا على السيناريوهات الاقتصادية والجيوسياسية السائدة. وتُشير التقديرات إلى أن السيناريو الأكثر تفاؤلاً قد يدفع الذهب للارتفاع حتى 30%، في حين يُتوقع ارتفاع معتدل يتراوح بين 5% و15%، مدعومًا بانخفاض أسعار الفائدة، وضعف الدولار، واستمرار المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. وقد سجل الذهب أداءً استثنائيًا خلال 2025 بتحطيمه أكثر من 50 مستوى قياسي، محققًا عائدًا تجاوز 60%، بدعم من عوامل عدة منها:

• عدم اليقين الجيوسياسي الراهن
• ضعف أداء الدولار الأمريكي
• زيادة مخصصات البنوك المركزية للاستثمار في الذهب
• ارتفاع الطلب العالمي على الاستثمار في الذهب عبر كافة المناطق

جدير بالذكر أن بيانات سوق العمل الأمريكي أظهرت هبوطًا ملحوظًا في طلبات إعانة البطالة التي بلغت 191 ألف طلب للأسبوع المنتهي في 29 نوفمبر، وهو أدنى مستوى لها منذ عام 2022، مما يعكس تحسنًا متدرجًا في سوق العمل قد يؤثر بدوره على سياسات الاحتياطي الفيدرالي، وبالتالي على أسعار الذهب.