خفض الفائدة.. النفط يصعد لأعلى سعر خلال 14 يومًا ويهدد أسواق الطاقة العالمية

توقع خفض الفائدة الأمريكية يدفع أسعار النفط إلى أعلى مستوياتها في أسبوعين، حيث شهدت الأسواق اليوم ارتفاعًا ملحوظًا للأسعار بنحو 1%، مدعومًا بالتوقعات المتزايدة بأن الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي سيخفض أسعار الفائدة في اجتماعه القادم، مما يعزز آمال النمو الاقتصادي وزيادة الطلب على الطاقة، كما ساهمت التوترات الجيوسياسية التي قد تقيد إمدادات النفط من روسيا وفنزويلا في دعم الأسعار.

تطور أسعار النفط وأداء السوق وسط توقع خفض الفائدة الأمريكية

اغلق خام برنت تداولاته اليوم مرتفعًا بمقدار 49 سنتًا، أو بنسبة 0.8%، ليصل إلى 63.75 دولارًا للبرميل، بينما صعد خام غرب تكساس الوسيط (WTI) بمقدار 41 سنتًا، أو 0.7%، مسجلاً 60.08 دولارًا للبرميل، وهذه الأسعار تمثل أعلى إغلاقات للمؤشرين منذ 18 نوفمبر الماضي. وحقق خام برنت مكاسب أسبوعية بنحو 1%، في حين ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 3%، مسجلًا مكاسب متتالية خلال أسبوعين، ما يعكس تأثير توقع خفض الفائدة الأمريكية على تحرك السوق.

توقع خفض الفائدة الأمريكية وتأثيره على سوق النفط والاقتصاد العالمي

جاء تحسن أسعار النفط بعد صدور بيانات التضخم في الولايات المتحدة التي أظهرت ارتفاعًا معتدلاً في إنفاق المستهلكين خلال سبتمبر، في ظل تباطؤ الزخم الاقتصادي بعد ثلاثة أشهر من المكاسب القوية، وذلك نتيجة ضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة. وأظهر مؤشر FedWatch التابع لمجموعة CME أن فرص خفض الاحتياطي الفيدرالي لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في اجتماع 9-10 ديسمبر تبلغ حوالي 87%، مما يعزز التفاؤل بزيادة الطلب على الطاقة ويدفع النفط إلى أعلى مستويات سعرية في أسبوعين.

تطورات التجارة الدولية ورصد الإنتاج الروسي والفنزويلي في ظل توقع خفض الفائدة الأمريكية

في المشهد التجاري الدولي، أجرت الصين والولايات المتحدة مكالمة هاتفية لبحث قضايا التجارة وتطبيق الاتفاقيات المرتبطة بالحرب التجارية السابقة، بينما أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن اجتماعات مقبلة مع قادة المكسيك وكندا لمناقشة القضايا التجارية خلال فعاليات قرعة كأس العالم 2026 في واشنطن، مما قد يساهم في تعزيز النمو الاقتصادي ورفع الطلب على النفط.

على الصعيد الجيوسياسي، تراقب الأسواق عن كثب إنتاج النفط من روسيا وفنزويلا، العضوين في تحالف أوبك+ والمقيدين بعقوبات غربية، حيث فشلت المحادثات الأمريكية في موسكو لتحقيق تقدم بشأن حرب أوكرانيا، مما دعم ارتفاع الأسعار. وأكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحديه للضغوط الأمريكية على الهند لشراء النفط الروسي بأسعار مخفضة، ما يدل على استمرار موسكو في تسويق نفطها لدول مثل الهند والصين.

تجري مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي محادثات لاستبدال سقف أسعار النفط الروسي بحظر شامل على جميع الخدمات البحرية لتقليل العائدات التي تمول الحرب الروسية في أوكرانيا، وفق مصادر رويترز، ويظهر تقرير مركز أبحاث الطاقة والهواء النظيف (CREA) أن 44% من النفط الروسي صدر في أكتوبر عبر ناقلات تابعة لأسطول الظل الخاضع للعقوبات، و38% عن طريق ناقلات الدول الغربية، و18% عبر الأسطول الروسي الخاص، مما يستلزم توسيع أسطول الظل لضمان استمرار التصدير حال فرض الحظر الشامل.

  • 44% من النفط الروسي صدر عبر ناقلات أسطول الظل
  • 38% عبر ناقلات الدول الغربية
  • 18% عبر الأسطول الروسي الخاص

تضغط الجهات البريطانية والأمريكية على تضمين هذه الإجراءات ضمن اجتماعات مجموعة السبع، على أن تتخذ الإدارة الأمريكية القرار النهائي وفقًا لمستجدات محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا، مع استمرار مراقبة الأسواق لتأثير توقع خفض الفائدة الأمريكية على أسعار النفط وتطوراتها المستمرة.