هل يجوز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة؟ سؤال يتردد كثيرًا بين المسلمين الذين يحرصون على تلاوة كتاب الله تعالى في كل الظروف، وتتخلله العديد من الأحكام والآداب التي تحدد مدى صحة القراءة وثوابها، ولا يشترط الشرع استقبال القبلة لقراءة القرآن بل يجوز ذلك مع مراعاة آداب التلاوة والطهارة.
آداب قراءة القرآن وهل يشترط استقبال القبلة عند التلاوة؟
قراءة القرآن الكريم تتطلب آدابًا سامية تزيد من خشوع القارئ وتقربه إلى الله تعالى، من أهمها استقبال القبلة وستر العورة، واستعمال مكان طاهر، إلا أن دار الإفتاء توضح أن تحقق هذه الآداب بشكل كامل ليس شرطًا أساسيًا لصحة التلاوة؛ فإذا تعذّر الاستقبال أو الجلوس المعتدل، يمكن للإنسان قراءة القرآن وهو جالس على السرير أو نائم، وبغض النظر عن ستر العورة أو عدمها، فكل ذلك لا يمنع من قبول القراءة وأخذ الثواب بإذن الله. وهكذا، يشير الأمر إلى أن قراءة القرآن الكريم جائزة في غير اتجاه القبلة بدون أي مانع شرعي أو نقصان في الأجر.
حكم قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة بحسب دار الإفتاء
أجاب الشيخ أحمد العوضي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن استفسار بشأن جواز قراءة القرآن الكريم في غير اتجاه القبلة، موضحًا أن الشخص يجوز له أن يقرأ القرآن وهو مواجهاً للقبلة أو غير موجه، كما له الحرية في اختيار وضع الجلوس المناسب له سواء على السرير أو الكرسي أو الأرض، مع التأكيد على أن كل هذه الأحوال لا تؤثر على ثواب القراءة، فالثواب مضمون بإذن الله بغض النظر عن الوضع أو الاتجاه أثناء التلاوة. هذا التوضيح يعزز فكرة أن المقصد الأساسي من قراءة القرآن هو الخشوع والذكر لا تكترث للأوضاع الشكلية التي لا تؤثر على صحة القراءة.
الآداب المستحبة ووجهة نظر العلماء في استقبال القبلة وستر العورة
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق، أن استقبال القبلة عند قراءة القرآن من الأمور المستحبة وغير الواجبة، ويجوز التلاوة في غير الصلاة بدون استقبال القبلة، مبينًا وجود آداب مستحبة أخرى تُثري تجربة التلاوة مثل:
- ستر العورة
- استياك الفم بالسواك
- الاستعاذة والبسملة قبل التلاوة
- القراءة بتعظيم وتقرب إلى الله تعالى لا لغرض دنيوي
وأوضح جمعة أن الخشوع والوقار وتدبر معاني القرآن واستحضار عظمة الله عز وجل وتجويد التلاوة والحفاظ على الحروف وعدم النقص فيها من أهم مقومات قراءة القرآن التامة. كما بيّن أن لبس الحجاب ليس شرطًا للمرأة أثناء التلاوة خلاف الصلاة، حيث لا يوجد دليل على وجوب ذلك عند قراءة القرآن.
| الأمر | الوضع |
|---|---|
| استقبال القبلة | مستحب وليس واجب |
| ستر العورة | مستحب ولكن يجوز القراءة دونها |
| الجلوس المعتدل | مستحب لكن يمكن القراءة جالسًا أو نائمًا |
| لبس الحجاب للمرأة في التلاوة | غير مطلوب شرعًا |
تُظهر هذه الأحكام والآداب أن قراءة القرآن الكريم تُعتمد على جوهر التقوى والخشوع أكثر من الالتزام الحرفي بالاتجاهات والأوضاع، ما يجعل التلاوة متاحة للجميع في كل الأوقات والظروف مع مراعاة الآداب التي يعجز المرء عن تحقيقها في بعض الأحيان فلا يسبب له ذلك أي قلق أو نقص في الثواب.
