الهبوط الحاد للعملة الإيرانية واستمرار انهيار العملة الوطنية أمام الدولار تمثل أزمة اقتصادية متفاقمة دفعت سعر الدولار في السوق الحرة بطهران، صباح الأحد، إلى مستوى قياسي حيث بلغ 122 ألفاً و900 تومان، متقاربًا من حاجز 123 ألف تومان بحسب منصات متابعة أسعار الصرف؛ في حين ارتفعت أسعار اليورو والجنيه الإسترليني أيضًا إلى مستويات بلغت 143,470 و164,400 تومان على التوالي، محققة قفزات متسارعة وسط استبعاد الحكومة الإيرانية أي اتفاق قريب لاستئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة، وفشل السياسات المصرفية في ضبط التضخم السوقي.
انهيار العملة الإيرانية وتأثيره على أسعار العملات الأجنبية
تتواصل موجة انهيار العملة الإيرانية بشكل حاد، وسط حالة من الفوضى الاقتصادية المتزايدة وضغوط متصاعدة على السوق المالية؛ حيث سجلت أسعار العملات الأجنبية في السوق الحرة ارتفاعات غير مسبوقة، إذ يقف البنك المركزي عاجزًا عن فرض استقرار على سعر صرف الريال الإيراني. هذا التدهور المستمر يعكس عدم القدرة على احتواء التضخم، مع غياب حلول سياسية أو اقتصادية تلوح في الأفق بسبب توقف مساعي المفاوضات مع واشنطن، مما يفاقم الأزمة النقدية ويزيد من ضغوط المستهلكين الإيرانيين الذين يشهدون تراجعًا متسارعًا في قيمة العملة المحلية مقابل العملات الأجنبية، وفقًا لمنصات رصد صرف العملات.
تداعيات ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتفاقم الأزمة الاقتصادية في إيران
لا يقتصر تأثير انهيار العملة الإيرانية على سوق العملات فقط، بل انتقلت انعكاساته إلى ارتفاع جنوني في أسعار السلع الأساسية التي تقدم لمحات واضحة عن حالة الانهيار الاقتصادي، حيث أشارت وكالة “إيلنا” المؤيدة للرئيس مسعود بزشكيان إلى أن الاقتصاد الإيراني دخل مرحلة من الفوضى الشاملة؛ إذ تتغير الأسعار كل 48 ساعة، وارتفعت أسعار السلع الحيوية بشكل لافت، حيث قفز سعر قنينة الحليب خلال يومين بواقع 9 آلاف تومان، وبلغ تضخم الخبز والحبوب 100.2٪، فضلًا عن ارتفاع تضخم الفواكه والمكسرات إلى 108.3٪، ما يزيد العبء على الأسر الإيرانية وسط تفاقم أزمة الغلاء المستمر.
رؤية الحكومة الإيرانية للحلول الداخلية وسط هبوط العملة الإيرانية المستمر
وسط هذه الأزمة الاقتصادية الحادة وهبوط العملة الإيرانية المستمر، جدد رئيس البنك المركزي الإيراني مسعود بزشكيان رفضه لفكرة وجود “منقذ خارجي” للأزمة؛ مؤكدًا أن الحلول الحقيقية تكمن داخل البلاد. ودعا الحكومة إلى إدارة الدولة بروح من المسؤولية والمشاركة الفعالة مع جميع المواطنين الإيرانيين. كما تناول بزشكيان في خطاب ألقاه بجامعة بهشتي بطهران قضية الحجاب، مشددًا على أن حل هذه القضية لا يتم من خلال الأوامر بل يتطلب منهجًا إقناعيًا وثقافيًا يتماشى مع توجيهات المرشد الأعلى علي خامنئي. تعكس هذه التصريحات حجم التحديات التي تواجه السلطات الإيرانية بعد استمرار هبوط العملة الإيرانية، وسط فجوة متسعة بين وعود الحكومة والواقع الاقتصادي الذي يزداد سوءًا، مما يؤدي إلى احتقان اجتماعي متنامي بسبب تدهور القدرة الشرائية للمواطنين.
| العملة | السعر (تومان) |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 122,900 |
| اليورو | 143,470 |
| الجنيه الإسترليني | 164,400 |
- تدهور مستمر في قيمة العملة الإيرانية أمام العملات الأجنبية
- ارتفاع متسارع في التضخم وأسعار السلع الأساسية بصورة قياسية
- استبعاد احتمالات استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة في الأمد القريب
- تمسك الحكومة الإيرانية بحلول داخلية لمواجهة الأزمة
