انخفاض التومان الإيراني يسجل مستويات قياسية أمام العملات الأجنبية، إذ تجاوز سعره 124 ألف تومان مقابل الدولار الأمريكي، كما وصل إلى 145 ألفًا و450 تومانًا أمام اليورو، و166 ألفًا و500 تومانًا مقابل الجنيه الإسترليني؛ وهو تراجع متسارع خلال الأيام الماضية يعكس تأثيرات التضخم والعقوبات الدولية على الاقتصاد الإيراني.
أسباب تسارع انخفاض التومان الإيراني وتأثيرها على القيمة الشرائية
شهدت الأسواق الإيرانية تغيرات جذرية وسط موجة متصاعدة شملت العملات والذهب والأسعار المالية عامة، حيث سجلت مستويات قياسية متتالية عززت من ارتفاع تكاليف المعيشة اليومية؛ ويرجع هذا التدهور بشكل رئيسي إلى التضخم الحاد الذي تفاقم خلال الأشهر الأخيرة، ما أدى إلى ارتفاع ملحوظ في أسعار العملات الأجنبية وازدياد الضغوط على الاقتصاد المحلي. بالإضافة إلى ذلك، ساهمت العقوبات الدولية المتجددة، ولا سيما تلك التي فرضتها الأمم المتحدة، في زيادة ضعف التومان. وأكد المسؤولون الإيرانيون استمرار البرنامج النووي رغم هذه التحديات، مما زاد من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي، وبقي التومان تحت وطأة ضغط متزايد مع احتمالية تفاقم الأزمة مستقبلاً.
تأثير انخفاض التومان الإيراني على تكاليف المعيشة والاقتصاد المحلي
ينعكس انخفاض التومان الإيراني بشكل مباشر على ارتفاع تكاليف المعيشة، حيث شهدت أسعار المواد الغذائية في العام الماضي قفزات تزيد على 66%، مما أثر بشكل كبير على شريحة واسعة من الطبقات المتوسطة والفقيرة في المجتمع؛ وعلاوة على ذلك، ساهم ارتفاع أسعار الواردات في زيادة تكلفة السلع الأساسية، وسط معاناة السوق المحلي من نقص السيولة المالية. ونتيجة لهذا الواقع، اتجه الكثيرون إلى الاعتماد على المنتجات المحلية كبدائل، إلا أن الضغوط الخارجية حالت دون تحقيق توازن فعّال في السوق. بالتوازي مع ذلك، تؤدي التقلبات المستمرة في أسعار الذهب والعملات الأخرى إلى تعقيد الوضع المالي، مما يصعّب على الأفراد والشركات وضع خطط مالية مستقرة.
| العملة | السعر مقابل التومان (تومان) |
|---|---|
| الدولار الأمريكي | 124,800 |
| اليورو | 145,450 |
| الجنيه الإسترليني | 166,500 |
كيف يؤثر انخفاض التومان الإيراني على الأسواق المجاورة والاستقرار الإقليمي
يمتد تأثير انخفاض التومان الإيراني إلى الأسواق المجاورة، لا سيما في العراق حيث ترتبط الاقتصادات ارتباطًا وثيقًا، إذ تؤدي تقلبات طهران المالية إلى انعكاسات واضحة على أسواق بغداد، مما يرفع تكلفة الوقود والسلع المستوردة. يأتي هذا في ظل توترات إقليمية مُتزايدة، حيث أصبحت تلك التغيرات عاملًا حيويًا في بلورة السياسات النقدية للدول المحيطة. في مواجهة هذه التحديات، يبحث الاقتصاديون عن حلول يغلب عليها تعزيز الاحتياطيات النقدية وتنويع الشراكات التجارية، لكن الأوضاع السياسية تعيق تحقيق تقدم كبير. وفيما يلي أبرز العوامل المؤثرة:
- التضخم الجامح الذي يضغط على قيمة العملة المحلية.
- العقوبات الدولية التي تقيد تدفق العملات الصعبة.
- إصرار إيران على استمرار البرنامج النووي ما يعزز المخاوف الخارجية.
- ارتفاع أسعار الغذاء وتأثيره المباشر على ميزانيات الأسر.
- التقلبات المستمرة في أسواق الذهب وتأثيرها السلبي على الاستثمارات الشخصية.
مع استمرار هذه الديناميكيات، يظل الاقتصاد الإيراني في مواجهة تحديات جوهرية تستدعي تنفيذ إصلاحات شاملة لتعزيز الثقة في التومان، والحد من تداعيات التدهور على المستوى المحلي والإقليمي.
