الذهب يواصل اللمعان والنفط يتأرجح مع احتمالات خفض الفائدة الأميركية

الارتفاع الأخير في أسعار الذهب مع تراجع الدولار بسبب توقعات خفض أسعار الفائدة الأميركية هذا الأسبوع أدى إلى تحركات ملحوظة في أسواق المعادن والطاقة، خاصة مع اضطراب أسعار النفط وسط حالة من الحذر الجيوسياسي. تزداد اهتمام الأسواق بتطورات سياسية واقتصادية تؤثر بشكل مباشر على أسعار الذهب والنفط والمعادن الأخرى، مما يجعل متابعة هذه المؤشرات ضرورية لفهم اتجاهات الأسواق العالمية.

تأثير خفض أسعار الفائدة الأميركية على أسعار الذهب وتذبذب الدولار

شهد الذهب ارتفاعًا في التعاملات الفورية يوم الاثنين، مدعوماً بتراجع قيمة الدولار الأميركي إلى مستويات قرب أدنى معدل له في شهر، حيث ارتفع سعر الأوقية إلى 4210 دولارات، في الوقت الذي تراجعت فيه العقود الآجلة للذهب تسليم ديسمبر إلى 4236.4 دولارًا للأوقية. ويرجع هذا الارتفاع إلى توقعات المستثمرين بخفض مجلس الاحتياطي الفدرالي الأميركي لأسعار الفائدة هذا الأسبوع، نتيجة بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي التي لم تظهر تغيرات كبيرة، ما دفع كبير محللي السوق لدى “كيه سي إم” تيم ووترر للتأكيد على أن حالة التيسير النقدي المتوقعة تحفز صعود أسعار الذهب. هذا وعزز انخفاض الدولار من جاذبية الذهب المقوم به كعملة احتياطية أمام حائزي العملات الأخرى.

أداء المعادن النفيسة الأخرى ومؤشرات الاقتصاد الأميركي

لم يقتصر صعود الذهب على نفسه، بل شهدت المعادن النفيسة الأخرى تحركات إيجابية مع استمرار حالة التيسير النقدي المنتظرة؛ فقد ارتفعت الفضة بنسبة 0.2% إلى 58.4 دولارًا للأوقية بعد أن وصلت لمستوى قياسي عند 59.32 دولارًا، وبلغ ارتفاعها أكثر من الضعف منذ بداية العام. البلاتين تسلق 1.1% إلى 1663.2 دولارًا، والبلاديوم تقدم بنسبة 1% ليصل إلى 1476.5 دولارًا للأوقية. هذا النمو في أسعار المعادن يعكس تراجع قوة الدفع الاقتصادي في الولايات المتحدة مع تباطؤ إنفاق المستهلكين في سبتمبر، بعد نمو قوي استمر ثلاثة أشهر، متأثراً بضعف سوق العمل وارتفاع تكاليف المعيشة، حيث أظهرت بيانات الوظائف في القطاع الخاص أكبر انخفاض منذ أكثر من عامين ونصف.

المعدن السعر الحالي للأوقية (دولار) نسبة التغير
الذهب 4210 +0.3%
الفضة 58.4 +0.2%
البلاتين 1663.2 +1.1%
البلاديوم 1476.5 +1%

تذبذب أسعار النفط في ظل مخاوف جيوسياسية وتوقعات خفض الفائدة الأميركية

شهدت أسعار النفط تقلبات ملحوظة، حيث توقفت عند أعلى مستوياتها في أسبوعين، مدعومة بتوقعات خفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة التي قد تعزز النمو الاقتصادي وتزيد الطلب على الطاقة، إلى جانب مراقبة المخاطر الجيوسياسية المتعلقة بإمدادات النفط من روسيا وفنزويلا. بحلول الساعة 07:22 بتوقيت غرينتش، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 0.22% إلى 63.89 دولارًا للبرميل، فيما صعد خام غرب تكساس الوسيط 0.25% إلى 60.23 دولارًا، قبل أن تتراجع الأسعار خلال التداولات الصباحية. تأتي هذه التحركات في ظل توقعات الأسواق الحالية التي تشير إلى احتمال 84% لخفض الفائدة الأميركية بربع نقطة مئوية خلال اجتماع البنك المركزي يومي الثلاثاء والأربعاء، في ظل مفاوضات السلام البطيئة بين أوكرانيا وروسيا التي لا تزال تشكل عامل ضغط متغير على سوق النفط.

  • تأثير مخرجات مفاوضات السلام على استقرار إمدادات النفط.
  • ضغوط مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي على صادرات النفط الروسية.
  • تعزيز مشتريات النفط الإيراني من قبل شركات التكرير الصينية المستقلة وتحديات وفرة الإمدادات.

تكثف الولايات المتحدة من ضغوطها على فنزويلا العضو في أوبك، وسط تحركات دولية تتضمن فرض حظر كامل على الخدمات البحرية للإمدادات الروسية. تشير هذه التطورات إلى استمرار حالة عدم اليقين التي تضغط على أسعار النفط وتعيد ترتيب موازين العرض والطلب في الأسواق العالمية، ما يدفع إلى مراقبة دقيقة للمتغيرات المرتبطة بالسياسة النقدية الأميركية والأوضاع الجيوسياسية لتحقيق فهم أوضح لمسار الأسواق خلال الفترة القادمة.