أسعار صرف الدولار في عدن تستقر عند 1632 ريال وسط ارتياح المواطنين

في ظل الأزمة الاقتصادية التي تعصف باليمن، تبرز فجوة صادمة في أسعار الصرف تصل إلى 200% بين المناطق، حيث يُباع الدولار في عدن بسعر 1632 ريالًا مقابل 535 ريالًا في مناطق أخرى؛ ما يثير تساؤلات عميقة عن استقرار العملة وأمان المدخرات وسط هذه الفوضى الاقتصادية التي تهدد الجميع.

فجوة أسعار الصرف وأثرها على الاستقرار الاقتصادي في اليمن

تلك الفجوة الكبيرة بين أسعار صرف الدولار في عدن وباقي المناطق تكشف صورة معقدة للأزمة الاقتصادية اليمنية؛ ففي عدن، حافظ الدولار على سعر يتجاوز 1600 ريال للشراء والبيع، بينما تقل الأسعار كثيرًا في مناطق أخرى؛ وهذا يشير إلى انقسام اقتصادي حاد نابع من التوترات السياسية ونقص العملة الأجنبية. محمد العدني، صراف مخضرم، يؤكد: “الوضع يبدو مستقرًا نسبيًا لكننا على حافة الهاوية”، حيث يختلط صوت تداول العملات بقلق التجار في الأسواق.

العملة سعر الشراء في عدن (ريال) سعر البيع في عدن (ريال)
الدولار الأمريكي 1617 1632
الدرهم الإماراتي 438

الأزمة الاقتصادية اليمنية وفجوة أسعار الصرف بين المناطق وأبعادها الاجتماعية

منذ 2015، تهتز اليمن بأزمة اقتصادية عميقة تتجلى في انقسام السلطة المالية ونقص العملات الصعبة التي تشكل قلب المشكلة؛ هذا الانقسام ظهر بشكل واضح من خلال التفاوت الهائل في أسعار الصرف بين المناطق، وهو ما وصفه د. عبدالله الاقتصادي بأنه “استقرار هشا قد يؤدي إلى كارثة أوسع”، موضحًا تشابه الوضع مع انهيار الليرة التركية في 2018، وإن كان اليمن يعاني أزمة أشد تعقيدًا. في الشارع، يعكس الواقع قصص معاناة تاجر مثل فاطمة التي “تحسب كل ريال ألف مرة”، وموظف حكومي مثل أحمد الذي تآكلت رواتبه بعد انخفاض القوة الشرائية بنسبة تفوق 70%، ليقف ملايين اليمنيين أمام تحدي الفقر المتزايد، بينما يستغل المضاربون هذه الفروقات الخطيرة.

هل يمكن لأسعار الصرف أن تعيد الاستقرار للريال اليمني؟

على الرغم من الاستقرار الجزئي في عدن، فالريال اليمني فقد أكثر من 400% من قيمته منذ بداية الأزمة، ما يحجب آفاق المستقبل في ظل غموض سياسي وأمني كبير. الخبراء يحذرون من انهيار شامل إذا لم تتدخل جهات دولية مؤثرة، ويركزون على أهمية مواجهة هذه الفجوة الكبرى في أسعار الصرف التي تغذي الأزمة الاقتصادية.

  • ضرورة توحيد السلطة النقدية للحد من التفاوتات المناطقية
  • زيادة تدفق العملة الصعبة لدعم سعر الريال
  • تدخلات دولية لدعم الاستقرار الاقتصادي والسياسي

يبقى السؤال مصيريًا بالنسبة لملايين اليمنيين: هل سينجو الريال من هذه الانهيارات المتتالية، أم أن الصدمة الأكبر ما زالت في الطريق، فيما تتصاعد المخاوف بين من يعتمدون على مدخراتهم في مواجهة ظلال اقتصاد متدهور وتحديات داخلية لا تنتهي؟