تراجع الدولار وسط ترقب المستثمرين لقرار الفيدرالي الأمريكي المعقد

أسعار الذهب في السوق الأوروبية تتأثر بوضوح بتحركات الدولار الأمريكي وترقب قرارات خفض أسعار الفائدة الأمريكية، مما يعكس تأثير الاستقرار في مستويات التضخم في الولايات المتحدة واستعداد مجلس الاحتياطي الفيدرالي لثالث خفض في أسعار الفائدة هذا العام.

استقرار مستويات التضخم في الولايات المتحدة وتأثيرها على أسعار الذهب

أظهرت بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسية الصادرة يوم الجمعة ارتفاعًا طفيفًا في الأسعار، مما يعكس استقرارًا نسبيًا في مستويات التضخم داخل أكبر اقتصاد في العالم، الولايات المتحدة الأمريكية؛ هذا الاستقرار يشكل مؤشراً هاماً يدعم توجهات السوق في الفترة الحالية. تأثر السوق الأوروبي بارتفاع أسعار الذهب يوم الاثنين، حيث سجل المعدن الأصفر قفزة ملحوظة مرتكزًا على ضعف الدولار الأمريكي مقابل سلة متنوعة من العملات العالمية، وهو ما يُفسر تصاعد أسعار الذهب نحو أعلى مستوى له خلال ستة أسابيع. هذه التطورات ترتبط بشكل مباشر مع احتمالات خفض أسعار الفائدة الأمريكية المتوقع هذا الأسبوع، وهو الأمر الذي يضع الذهب في مقدمة الأصول المرغوبة كملاذ آمن وسط حالة التردد في الأسواق المالية.

مجلس الاحتياطي الفيدرالي يستعد لثالث خفض في أسعار الفائدة وتأثيره على السوق

مع انطلاق فعاليات اجتماع السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي المقرر غدًا الثلاثاء، والتي ستُعلن نتائجها يوم الأربعاء، تشير المؤشرات في الأسواق إلى توقعات خفض سعر الفائدة القياسي بحوالي 25 نقطة أساس، وهو التخفيض الثالث على التوالي في أسعار الفائدة الأمريكية. يأتي هذا القرار مدعومًا بتصريحات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي، ومن بينهم رئيس بنك الاحتياطي في نيويورك جون ويليامز والمحافظ كريستوفر والر، اللذين أشارا إلى أن تخفيف السياسة النقدية في ديسمبر قد يكون مبررًا نظرًا لضعف سوق العمل الحالي. كما أكد كيفن هاسيت، المرشح الأبرز لخلافة جيروم باول، على ضرورة خفض أسعار الفائدة. وفقًا لأداة “فيد ووتش” التابعة لمجموعة CME، تبلغ احتمالات خفض سعر الفائدة هذا الأسبوع 87%، مقابل 13% لاحتمالات الإبقاء على الأسعار دون تغيير.

توقعات أداء الذهب وسط خفض أسعار الفائدة وتأثير تراجع الدولار

شهدت أسعار الذهب زيادة بنسبة 0.5% لتصل إلى 4218.97 دولارًا من مستوى افتتاح التعاملات عند 4197.59 دولار، مسجلة أدنى مستوى عند 4191.60 دولارًا؛ رغم ذلك فقد فقد الذهب 0.2% عند التسوية يوم الجمعة ضمن موجة تصحيح وجني أرباح بعد الوصول لقمة الأسبوع عند 4264.60 دولارًا. هذا التراجع أدى إلى خسارة أسبوعية تبلغ 0.5%، وهو الثاني على التوالي في غضون الأسابيع الثلاثة الماضية، في ظل انخفاض الطلب على الذهب كملاذ آمن. من ناحية أخرى، انخفض مؤشر الدولار بنسبة 0.2%، مستمرًا في خسائره للجلسة الثانية متتابعة، ما يعكس ضعف العملة الأمريكية مقابل أغلب العملات الرئيسية والثانوية.

في هذا السياق، بيّن تيم ووترر، كبير محللي السوق في كيه سي إم تريد، أن بيانات الإنفاق الشخصي الأساسية لم تؤثر بشكل ملحوظ، ما يرسخ مسار الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض أسعار الفائدة هذا الأسبوع، مبرزًا أن تخفيف السياسة النقدية يسهم في دفع سعر الذهب للارتفاع؛ حيث يبقى الدولار تحت السيطرة مع منح الذهب فرصة للتحرك صعودًا. ويلاحظ أن حيازات الذهب لدى صندوق SPDR Gold Trust، أكبر صناديق المؤشرات العالمية المدعومة بالذهب، تراجعت بنحو 0.33 طن متري يوم الجمعة، ليصل الإجمالي إلى 1050.25 طن متري، مقابل 1050.58 طن في أعلى مستوى منذ 22 أكتوبر الماضي.

التاريخ سعر الذهب ($ للأونصة) نسبة التغير (%)
الإثنين 08-12-2025 4218.97 +0.5
خميس 04-12-2025 4191.60
جمعة 05-12-2025 4264.60 تراجع 0.2%
  • الاستقرار النسبي للتضخم يشير إلى استقرار اقتصادي نسبي
  • خطر تخفيض الفائدة الأمريكية يؤثر إيجابيًا على أسعار الذهب
  • تراجع مؤشر الدولار يسهم في زيادة جاذبية الذهب
  • بيانات سوق العمل الضعيفة تعزز توقعات تخفيف السياسة النقدية

تحافظ أسعار الذهب على دعم مهم عند المتوسط المتحرك البسيط، ما يشير إلى إمكانية استمرار الحركة الصعودية في ضوء توقعات الأسواق وتحليل الخبراء، مما يجعل الذهب وجهة استثمارية جاذبة في ظل الأجواء الاقتصادية الحالية وترقب قرارات مجلس الاحتياطي الفيدرالي المقبلة.