الدولار مقابل العملات الرئيسية يشهد ارتفاعاً ملحوظاً وسط ترقب قرارات البنوك المركزية وأحداث اقتصادية مؤثرة، إذ تركز الأسواق على توقعات خفض أسعار الفائدة من قبل الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مع احتمال تعديل وتيرة التيسير النقدي، بينما يتأثر الين الياباني بانعكاسات زلزال قوي ضرب شمال شرق البلاد.
توقعات خفض أسعار الفائدة وتأثيرها على الدولار مقابل العملات الرئيسية
مع اقتراب اجتماعات البنوك المركزية التي تتصدرها اللجنة الاتحادية للسوق المفتوحة الأمريكية، يرتفع الدولار مقابل العملات الرئيسية، وسط تداولات متقلبة تسبق إعلان خفض سعر الفائدة القياسي بمقدار 25 نقطة أساس إلى نطاق بين 3.50% و3.75% يوم الأربعاء، في خفض هو الثالث على التوالي. يدعم هذا القرار الدولار إذا أدى إلى تقليص توقعات خفض الفائدة في المستقبل، غير أن انقسام صانعي القرار في مجلس الاحتياطي الفيدرالي يعقد الصورة ويثير التساؤلات حول استمرار سياسة التيسير النقدي. وأشار خوان بيريز، مدير التداول في مونكس يو.إس.إيه، إلى أن الاقتصاد الأمريكي لا يعاني انهياراً والتضخم معتدل، ما يتيح مجالاً لتخفيف السياسة النقدية لكن دون تقديم وعود واضحة.
وفي أحدث المؤشرات، ارتفع مؤشر الدولار بنسبة 0.1% إلى 99.07، بينما مقابل الفرنك السويسري سجل ارتفاعاً بنسبة 0.2% إلى 0.8066 فرنك، مما يعكس ترقباً معززاً للدولار مقابل العملات الرئيسية الأخرى.
تأثير الزلزال في اليابان على حركة الين وأسواق العملات الرئيسية
شهد الين الياباني انخفاضاً حاداً بعد زلزال بقوة 7.6 درجة في المنطقة الشمالية الشرقية لليابان، الأمر الذي دعا السلطات إلى إطلاق تحذيرات من تسونامي وأوامر إخلاء للسكان. تسبب هذا الحدث الطبيعي في ارتباك الأسواق المالية، حيث يعكف بنك اليابان على إعادة تقييم موعد رفع أسعار الفائدة في اجتماعه المرتقب يومي 18 و19 ديسمبر، وسط تقديرات بتأجيل الخطوة بناءً على مدى الأضرار. ارتفع الدولار مقابل الين بنسبة 0.3% ليصل إلى 155.97 ين، بينما صعد اليورو بنفس النسبة إلى 181.42 ين، مما يعكس تأثراً واضحاً على تداولات العملات الرئيسية.
اجتماعات البنوك المركزية الأخرى وتوقعات أسعار الفائدة مقابل الدولار والعملات الرئيسية
تزامناً مع قرار الاحتياطي الفيدرالي، تعقد بنوك مركزية في أستراليا والبرازيل وكندا وسويسرا اجتماعات لتقييم أسعار الفائدة، لكن دون توقع تغييرات في سياساتها هذا الأسبوع. من المتوقع أن يبقي بنك كندا على أسعار الفائدة دون تعديل، مع استمرار ضعف الدولار الكندي مقابل الدولار الأمريكي الذي ارتفع بنسبة 0.3% إلى 1.3850 دولار كندي. وفي أستراليا، شهد الدولار الأسترالي صعوداً مؤقتاً إلى 0.6649 دولار أمريكي قبل أن يتراجع إلى 0.6621 دولار، وسط ترقب بيانات التضخم والنمو الاقتصادي. بينما استقر الجنيه الإسترليني حول مستوى 1.3327 دولار.
في أوروبا، انخفض اليورو قليلاً إلى 1.1639 دولار بعدما كان قد تأثر إيجابياً بارتفاع عوائد سندات منطقة اليورو، حيث سجلت السندات الألمانية لأجل 30 عاماً أعلى مستوياتها منذ 2011 في التداولات المبكرة. وبخلاف الاحتياطي الفيدرالي، يتوقع أن يواصل البنك المركزي الأوروبي سياسة تشدد نقدي وعدم خفض أسعار الفائدة خلال العام القادم، مع تصريحات من صانعة السياسة إيزابيل شنابل تشير إلى احتمال رفع الفائدة.
| البنك المركزي | تاريخ الاجتماع | التوقعات |
|---|---|---|
| الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي | الأربعاء | خفض سعر الفائدة 25 نقطة أساس |
| بنك اليابان المركزي | 18-19 ديسمبر | مراجعة قرار رفع الفائدة بسبب الزلزال |
| بنك كندا | الأربعاء | ثبات أسعار الفائدة |
| بنك الاحتياطي الأسترالي | الثلاثاء | تقييم بيانات التضخم والنمو |
- ترقب خفض سعر فائدة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي للمرة الثالثة على التوالي
- تأثير الزلزال في اليابان على قرار بنك اليابان وأسواق العملات
- ثبات السياسة النقدية في بنوك كندا وأستراليا وسط بيانات اقتصادية متقدمة
- توقعات تشديد السياسة النقدية في البنك المركزي الأوروبي عقب ارتفاع عوائد السندات
تظل حركة الدولار مقابل العملات الرئيسية حساسة جداً للقرارات السياسية والأحداث الاقتصادية العالمية، ما يجعل متابعة اجتماعات البنوك المركزية وتحركات الأسواق المحلية والدولية أمراً ضرورياً لأي متداول أو مستثمر يرغب في استثمار ذكي ومتزن.
