أسعار الذهب في اليمن تشهد ارتفاعاً غير مسبوق يصل إلى 200 ألف ريال للجرام، ما يعادل راتب شهرين للموظف العادي، مما يعكس أزمة اقتصادية حادة تجعل الذهب استثماراً استثنائياً للمواطنين وسط عدم استقرار العملة والاقتصاد الوطني، وهذا الوضع يعيد تعريف مفهوم الرفاهية في اليمن.
ارتفاع أسعار الذهب في اليمن وتأثيره على القدرة الشرائية للمواطنين
وصلت أسعار الذهب في اليمن إلى مستويات قياسية، حيث يبلغ سعر جرام الذهب عيار 21 نحو 200 ألف ريال، وهو رقم يعادل راتب شهرين كاملين لموظف عادي، ما أثقل كاهل الأسر اليمنية وجعل شراء الذهب حلماً بعيد المنال للكثيرين. تتوسع الفجوة بين سعر البيع والشراء بمقدار 8 آلاف ريال، مما يكشف عن استغلال تجاري واضح يحقق أرباحاً هائلة للتجار من جرامات نادرة. يوضح الخبراء أن الاستقرار الحالي في السوق قد يكون مؤقتاً، ويتوقع أن ترتفع الأسعار لمستويات فلكية خلال ساعات قليلة، مما يزيد من تعقيد المشهد الاقتصادي المحلي.
الأرقام تؤكد أن المواطن يحتاج لمبلغ مالي كبير لاقتناء الذهب، حيث تحقق الأسواق هوامش ربح تصل إلى 4% من سعر الجرام، وهذا الأمر يتسبب بأعباء مالية إضافية، كما تشهد بعض المناطق تأجيل المواطنين لشراء الذهب لأغراض تقليدية، مثل عروس صنعاء التي انتظرت منذ سنتين. في المقابل، يحاول بعض التجار الصغار تخفيف الضغوط على المشترين، مع استمرار التحديات الاقتصادية.
أسباب جنون أسعار الذهب في اليمن ودوره كملاذ آمن وسط الأزمات الاقتصادية
تُعزى جذور ارتفاع أسعار الذهب في اليمن إلى سنوات من الأزمة الاقتصادية الحادة التي أعادت شكل الطلب على الذهب من مجوهرات للزينة إلى ملاذ اقتصادي آمن يحمي المواطنين من انهيار العملة المحلية. منذ 2015، أصبح الذهب ملاذ اليمنيين الأوحد أمام التقلبات الحادة والأزمات، مشبهين بذلك أجدادهم في فترات الحروب، حيث يوفر الذهب استقراراً نسبيًا لقيمة الأموال. يؤكد الدكتور أحمد الشامي، خبير الاقتصاد، أن الذهب سيظل الاستثمار الأكثر أماناً طالما استمرت الأزمة، موضحاً أن السعر العالمي للذهب وصل إلى 4,199 دولار للأوقية والتي تعد الأعلى تاريخياً، بينما يعكس السوق اليمني هذا الارتفاع بشكل مضاعف بسبب الأزمات المحلية.
تأثير ارتفاع أسعار الذهب على الحياة الاجتماعية ووجود السوق السوداء في اليمن
تغيرت الحياة اليومية للأسر اليمنية بشكل ملحوظ بسبب اختلاف أسعار الذهب، إذ أصبحت حفلات الزفاف تؤجل، وتبحث الأمهات عن بدائل بدلاً من اقتناء المجوهرات الذهبية التقليدية. الذهب يتحول تدريجياً إلى رمز عنصري يميز بين الطبقات الاجتماعية، ما يزيد فجوة التفاوت الاقتصادي بين المواطنين. يتوقع الخبراء استمرارية ارتفاع الأسعار وربما مضاعفتها في ظل الأوضاع الاقتصادية المتدهورة، كما يحذرون من تنامي نشاط السوق السوداء التي تستغل حاجة الناس الملحة. الأسواق اليوم تعج بصوت آلات الحساب وهمسات المساومة اليائسة، في ظل قلق متزايد يسيطر على وجوه المتعاملين خوفاً من مستقبل اقتصادي مجهول.
- ارتفاع الأسعار نتيجة الأزمات الاقتصادية والعملة المتدهورة
- تأجيل الاحتياجات الاجتماعية لتجنب التكاليف العالية
- ظهور السوق السوداء وتأثيرها السلبي على الأسعار
- تحولات اجتماعية تظهر من خلال التمييز الطبقي في امتلاك الذهب
| عنصر | القيمة |
|---|---|
| سعر جرام الذهب (عيار 21) | 200,000 ريال يمني |
| فجوة السعر بين البيع والشراء | 8,000 ريال |
| هوامش الربح للتجار | 4% |
| السعر العالمي للأوقية | 4,199 دولار |
مع استمرار هذا الارتفاع المقلق في أسعار الذهب وتوقع المزيد من الصعود، يثور تساؤل هام: هل سيبقى الذهب حكراً على الطبقة الثرية فقط في اليمن، أم أن هناك آمالاً في تدخل حكومي ومجتمعي يكسر هذا الاحتكار ويوفر للأغلبية فرصة اقتنائه؟ مع اقتراب مزيد من الغلاء وفقدان القدرة الشرائية، يتطلع الشعب اليمني إلى حلول تضمن عودة الذهب كرمز للرفاهية يستمتع به الجميع، قبل أن يتحول إلى سلعة لا يستطيع سوى القليل امتلاكها.
