بقيمة 108.4 مليار دولار، الاستحواذ على وارنر براذرز يفجر الصراع بين أنصار ترامب ومعارضيه، إذ دخلت صفقة استحواذ شركة باراماونت سكاي دانس العدائية بقيمة ضخمة في مواجهة اتفاقية نتفليكس لشراء قسم التلفزيون واستوديوهات الأفلام والبث المباشر التابعة لوارنر براذرز ديسكفري. هذا التصارع العملاق أثار جدلاً سياسياً حاداً في أروقة واشنطن، مع تداعيات على المشهد الإعلامي الأمريكي بأكمله.
صفقة الاستحواذ على وارنر براذرز وتأجج الصراع السياسي الأمريكي
تزامناً مع المنافسة المحتدمة على المقاعد في مجلس الشيوخ الأمريكي، حول زعماء الحزبين الديمقراطي والجمهوري صفقة الاستحواذ على وارنر براذرز ديسكفري إلى ساحة صراع سياسي تأثيري، ويُعد هذا الصراع انعكاساً مباشراً على مستقبل السيطرة الإعلامية. فبنجاح هذه الصفقة سيُصبح أحد الطرفين مالكاً لأحد الأصول الهوليوودية الأقدم والأهم، شركة وارنر براذرز التي تمتد تاريخها لأكثر من 102 عام.
منذ إعلان نتفليكس موافقتها على الاستحواذ، شنت جماعة مقربة من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب هجوماً عنيفاً، موجهة انتقادات حادة لاستغلال نتفليكس علاقاتها السياسية بباراك أوباما وزوجته ميشيل أوباما، الذين تربطهم بالمنصة اتفاقية إنتاج، ووصفت الصفقة بأنها “محاولة لغسل دماغ واسع النطاق”.
ردود فعل ترامب وتأثيرها على صفقة الاستحواذ على وارنر براذرز
قبل إعلان عرض باراماونت العدائي، صرح ترامب في حفل تكريم بمركز كينيدي: “نتفليكس تمتلك حصة سوقية هائلة، وستزداد كثيراً بعد امتلاكها وارنر براذرز، الأمر الذي ستجعله بعض التحليلات الاقتصادية محل نقاش، وسأشارك في هذا القرار”. هذه التصريحات تعكس حذر الرئيس السابق تجاه توحيد قوة كبرى في صناعة الإعلام.
كما التقى ترامب مع تيد ساراندوس الرئيس التنفيذي المشارك لنتفليكس، وأعرب عن قلقه من أن الحصة السوقية الموحدة قد تُثير شكوك مكافحة الاحتكار، مما قد يجرى عليها تدقيق صارم. وعقب إعلان الصفقة، تواصل ترامب مع الملياردير لاري إليسون الذي أبدى قلقه بشأن تأثير الصفقة سلباً على المنافسة، وهو ما أجج المخاوف حول زعزعة التوازن في صناعة الإعلام.
بحث ترامب وإليسون هذا العام استحواذ باراماونت على وارنر براذرز ودمجها مع شركة سكاي دانس تحت اسم “باراماونت سكاي دانس”، مع تعيين ديفيد إليسون على رأس الشركة الناتجة، في تحرك استراتيجي يعكس الرغبة في تعزيز النفوذ.
أبعاد عرض باراماونت سكاي دانس في مقابل صفقة نتفليكس على وارنر براذرز
قدمت شركة باراماونت سكاي دانس عرض استحواذ عدائيًا بقيمة 108.4 مليار دولار، يشمل كل مكونات صفقة نتفليكس إلى جانب قنوات التلفزيون الكابلي؛ حيث تم تمويل العرض النقدي الذي يبلغ 30 دولارًا للسهم من عائلة إليسون، وشركات استثمارية مرتبطة على نطاق واسع بالحزب الجمهوري وجاريد كوشنر صهر ترامب، فضلاً عن صناديق الثروة السيادية في السعودية وقطر، وشركة ليماد القابضة التابعة لحكومة أبوظبي.
| تفاصيل عرض نتفليكس | تفاصيل عرض باراماونت سكاي دانس |
|---|---|
| 23.25 دولار نقداً لكل سهم + 4.50 دولار أسهم نتفليكس | 30 دولار نقداً لكل سهم |
| علاوة بنسبة 139% فوق القيمة السوقية قبل الاستحواذ | يشمل الأصول بالإضافة إلى قنوات التلفزيون الكابلي |
| توصية مجلس إدارة وارنر براذرز لصالح نتفليكس | عرض عدائي، مدعوم سياسياً من جهات متعددة |
لم يخف أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيون قلقهم من أن وحدة نتفليكس ووارنر براذرز قد تخلق “هيمنة على كل المحتوى التلفزيوني في أمريكا”، حيث قد تتجاوز القيمة السوقية للشركة الناتجة قيمة شركة ديزني، التي تتراوح بين 188 و190 مليار دولار. السيناتور إليزابيث وارن وصفت عرض باراماونت بأنه “كارثة في مكافحة الاحتكار” يقودها “نخبة من أصدقاء ترامب”.
- في حال قبول عرض باراماونت، ستدفع وارنر براذرز 2.8 مليار دولار كرسوم فسخ العقد مع نتفليكس
- في حال فشل صفقة نتفليكس، ستتحمل الشركة غرامة قدرها 5.8 مليار دولار
- مجلس إدارة وارنر مستمر في دراسة عرض باراماونت لكنه لا يزال مؤيداً لتوصية نتفليكس
في هذا السياق، وصفت وارنر براذرز صفقتها مع نتفليكس بأنها “مضمونة”، في حين أرسلت باراماونت خطاب إنكار للصفقة، متهمة نتفليكس بالتلاعب بعملية المناقصة وعدم الالتزام بمبدأ العدالة. من جانبها، حرصت الشركتان على طمأنة جمهور السينما بفيديوهات وتصريحات تؤكد استمرارهما في دعم دور العرض ودعم صناعة شباك التذاكر، مع التأكيد على الالتزام بعرض الأفلام حسب الاتفاقيات القائمة.
