تحركات مفاجئة.. أسعار الذهب العالمية تتأثر قبيل إعلان الفيدرالي الأمريكي الجديد

قبل قرار الفيدرالي الأمريكي، شهدت حركة أسعار الذهب العالمية تراجعًا طفيفًا في جلسة الأربعاء، حينما كانت الأسواق تترقب بفارغ الصبر إعلان نتائج اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي وتصريحات رئيسه جيروم باول، وسط توقعات قوية ومهيمنة بشأن خفض أسعار الفائدة، مما أثر بشكل مباشر على تحركات السوق والمعنويات الاستثمارية.

تحليل أسعار الذهب العالمية قبل قرار الفيدرالي الأمريكي

تم تسجيل انخفاض بنسبة 0.1% في سعر الذهب الفوري ليصل إلى 4205.4 دولار للأونصة، وهو تراجع يشير إلى الحذر والترقب في أوساط المستثمرين قبل إعلان القرار المقرر. بالإضافة إلى ذلك، شهدت العقود الأمريكية الآجلة للذهب تسليم فبراير انخفاضًا مماثلاً بنسبة 0.1%، مسجلة سعر 4233.30 دولار للأونصة، مما يعكس تفاعل السوق مع الظروف الاقتصادية الأمريكية المرتقبة. وأشار جيجار تريفيدي، كبير محللي الأبحاث في Reliance Securities، إلى أن الفضة بدأت بالفعل تتقارب من الذهب من حيث القيمة، نتيجة تزايد الطلب الصناعي ونقص الإمدادات عالميًا، مع تسجيل نسبة المعدل بين الفضة والذهب تراجعًا من 82 أونصة فضة لكل أونصة ذهب في أكتوبر الماضي إلى نحو 69 أونصة حاليًا، مما يعكس تغيرات في ديناميكيات السوق بين المعادن النفيسة.

توقعات خفض الفائدة وتأثيرها على أسعار الذهب العالمية

تتركز آمال المستثمرين على اجتماع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث تشير التوقعات إلى احتمال خفض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بنسبة احتمال تبلغ 89%، ما يعزز من الجاذبية النسبية للذهب كملاذ آمن في ظل السياسة النقدية المتغيرة. من المتوقع أن يعقد جيروم باول مؤتمرًا صحفيًا عقب الاجتماع لتوضيح الرؤية المستقبلية والاتجاهات الاقتصادية، مما يزيد أهمية تداولات الذهب في هذه المرحلة. يرى كبار المحللين أن الذهب يتحرك حاليًا ضمن نطاق ضيق على المدى القصير، انتظارًا لمزيد من الوضوح في السياسة النقدية، مع بقاء الأفق طويل الأجل يميل إلى صعود متواصل، نظرًا لتأثير عوامل الاقتصاد الكلي والتوترات المالية العالمية.

رؤية الخبراء حول حركة أسعار الذهب العالمية عقب قرار الفيدرالي الأمريكي

صرح برايان لان، المدير التنفيذي لشركة GoldSilver Central، بأن الذهب يحتفظ بنزعة صعودية واضحة، مع توقعات مستمرة بتحركه في اتجاه إيجابي، لكن هذا مرتبط ارتباطًا وثيقًا بموقف الاحتياطي الفيدرالي والمسارات التي سيحددها للفترة المقبلة. من جهة أخرى، أشار كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض والمرشح المحتمل لرئاسة الفيدرالي، إلى وجود “مساحة واسعة” لإجراء مزيد من خفض أسعار الفائدة، مع تحذير من أن الضغوط التضخمية المحتملة قد تؤثر في سرعة أو حجم هذه الخفضات. وتظهر تحركات أسعار الذهب العالمية متأثرة بعدة عوامل رئيسية نوجزها في النقاط التالية:

• ترقب الأسواق لبيانات الفائدة وقرارات الفيدرالي الأمريكي
• تزايد الطلب الصناعي على الفضة وتأثيره على المعادن النفيسة
• مخاوف التضخم وتأثيرها على السياسات النقدية وأسعار الذهب

تظل أسعار الذهب العالمية عالقة بين التوقعات الاقتصادية والسياسات النقدية الأمريكية، حيث ينتظر المستثمرون بترقب كبير ما ستسفر عنه قرارات الفيدرالي، والتي تحمل في طياتها الكثير من الدلالات التي ستحدد اتجاه المعدن النفيس في المستقبل القريب.