يعيش المستثمرون حالة ترقب شديدة لقرار مجلس الاحتياط الفيدرالي الأميركي حول أسعار الفائدة اليوم الأربعاء، وسط تصاعد التفاعل بين تحركات الأسهم، العملات، والمعادن النفيسة، حيث يترقب العالم كلمة جيروم باول التي قد تحدد مسارات الأسواق المالية والاقتصاد العالمي في الفترة القادمة.
تراجع الأسهم الأوروبية مع ترقب قرار الاحتياط الفيدرالي وخفض الفائدة
شهدت الأسواق الأوروبية انكماشاً ملحوظاً في بداية جلساتها اليوم، حيث تجنب المستثمرون اتخاذ مراكز كبيرة قبيل إعلان قرار الفائدة من قبل الاحتياط الفيدرالي، وسط تقييم دقيق لتحديثات الشركات في ظل أجواء دولية مليئة بالحذر. فقد هبط مؤشر “ستوكس 600” بنسبة 0.1% إلى 577.43 نقطة، مسجلا سادس جلسة متتالية من التراجع.
وتراجعت المؤشرات الكبرى في ألمانيا وإسبانيا بنسبة مماثلة بلغت 0.1% لكل منهما، مع هبوط مؤشر “كاك 40” الفرنسي بنفس النسبة، في أعقاب مصادقة المشرعين على موازنة الضمان الاجتماعي لعام 2026 بفارق ضئيل، ما شكّل انتصاراً للحكومة لكن بثمن سياسي ومالي ملموس.
وعانى القطاعان المالي والصناعي من هبوط، خاصة أسهم شركات التأمين التي تراجعت بنسبة 0.4%، متأثرة بسهم “أيغون” الذي فقد 7% بعد تقديم تحديثات الأداء. يظل القرار المرتقب للفيدرالي محور اهتمام المستثمرين، مع توقعات تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، وتركيز الجميع على تصريحات جيروم باول للبحث عن مؤشرات بشأن السياسة النقدية للعام المقبل في ظل تعاظم ضعف الاقتصاد العالمي.
مؤشر “توبكس” الياباني يسجل قفزة قياسية وسط زخم متذبذب بفعل الترقب
في آسيا، شهد مؤشر الأسهم الياباني “توبكس” تسجيل أعلى مستوى غير مسبوق عند 3408.99 نقطة في بداية التعاملات، إلا أنه خسر بعض مكاسبه مع إغلاقه مرتفعا بنسبة طفيفة بلغت 0.1% عند 3389.02 نقطة، بينما فقد مؤشر “نيكاي” 0.1% ليغلق عند 50602.80 نقطة، في ظل انتظار قرارات بنك اليابان المركزي واحتياط الفيدرالي الأميركي.
يأتي هذا الطابع المتقلب بعد هبوط واسع للأسهم الأميركية خلال الجلسة السابقة، مع توقعات بأن يتبنى الاحتياط الفيدرالي موقفاً أكثر تشدداً، رغم الخفض المتوقع في سعر الفائدة. من جهته، يشير بنك اليابان إلى استعداد لرفع معدل الفائدة الرئيسي الأسبوع المقبل للحد من الضغوط التضخمية ومعالجة ضعف الين، وسط توضيح المحلل واتارو أكياما من “نومورا سيكيوريتيز” أن ضعف الين هو القوة الدافعة الرئيسة لارتفاع الأسهم اليابانية حالياً.
الذهب والفضة تتباينان بين الاستقرار والصعود قبيل قرار الفيدرالي وخفض الفائدة
شهدت أسعار الذهب استقراراً ملحوظاً مع تداول الذهب الفوري عند 4210.79 دولار للأوقية، فيما ارتفعت العقود المستقبلية لتسليم فبراير 2026 بنسبة 0.1% إلى 4238.90 دولار، في انتظار تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي.
وفي المقابل، سجلت الفضة مستوى قياسياً جديداً بتجاوزها حاجز 60 دولاراً للأوقية، حيث ارتفعت بنسبة 1% إلى 61.30 دولار للأوقية، بعد أن بلغت سابقاً 61.46 دولار في الجلسة، مواصلة مسيرتها الصعودية القوية التي تعززها توقعات الطلب الصناعي المتنامي.
وفي تقرير صدر عن معهد الفضة، يُتوقع أن تقود قطاعات الطاقة الشمسية، المركبات الكهربائية، البنية التحتية، مراكز البيانات، والذكاء الاصطناعي ارتفاع الطلب الصناعي على الفضة حتى عام 2030. يأتي ذلك في ظل تراجع مستمر في مخزونات الفضة العالمية، مع تعزيز احتمالات خفض الفائدة الطلب على المعادن النفيسة.
| سعر المعدن النفيس | التغير (%) | السعر الحالي (دولار للأوقية) |
|---|---|---|
| البلاتين | -1.3 | 1667.89 |
| البلاديوم | -0.6 | 1497.31 |
- تراجع الحذر في الأسواق الأوروبية قبيل قرارات الفيدرالي
- مؤشر “توبكس” الياباني يصل لمستوى قياسي ثم يتراجع قليلاً
- الفضة تتجاوز 60 دولارًا وتستمر بالارتفاع بدعم الطلب الصناعي
- الذهب مستقر مع ترقب تصورات السياسة النقدية الأميركية
مع استمرار الزخم المتقلب للأسواق العالمية، يبقى قرار مجلس الاحتياط الفيدرالي وخفض الفائدة ربع نقطة مئوية الحدث الأبرز الذي سيحدد ملامح المستقبل الاقتصادي، مما يحفز المستثمرين على المراقبة الدقيقة وتحليل التحولات المقبلة بعناية.
