الأسعار الفورية للذهب والفضة تتغير وسط توقعات خفض أسعار الفائدة من مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي، حيث تراجع الذهب قليلاً بينما سجلت الفضة مستويات قياسية جديدة مدعومة بزيادة الطلب الصناعي ونقص المعروض. هذه التطورات تأتي مع متابعة دقيقة لتأثيرات السياسة النقدية والتقارير الاقتصادية الأميركية.
تطورات أسعار الذهب والفضة في ظل ترقب خفض أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي
شهدت أسعار الذهب تراجعاً طفيفاً يوم الأربعاء، 10 ديسمبر/ كانون الأول، إذ انخفض سعر الذهب الفوري بنسبة 0.4% ليصل إلى 4193.60 دولاراً للأونصة، في حين هبطت العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير بنسبة 0.3% إلى 4221.60 دولاراً للأونصة، وينظر المستثمرون إلى هذا الانخفاض على أنه عمليات جني أرباح خفيفة قبيل اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي المرتقب، والذي سيحدّد التوجهات المستقبلية لأسعار الفائدة. وقد صرّح ديفيد ميجر، مدير تداول المعادن في شركة هاي ريدج فيوتشرز، أن “التحركات الحالية تعكس حسن التوقعات قبيل قرار الفدرالي الأميركي الذي ينتظره الجميع اليوم”.
ارتفاع مستمر في سعر الفضة وسط شح المعروض وزيادة الطلب الصناعي
ارتفعت أسعار الفضة الفورية بنسبة 0.7% إلى 61.11 دولاراً للأونصة، بعد الوصول إلى أعلى مستوى تاريخي عند 61.61 دولاراً خلال الجلسة، مدفوعة بعدة عوامل رئيسية منها الطلب الصناعي المتزايد ونقص المخزونات، إضافة إلى تصنيف الولايات المتحدة للفضة كمعدن حيوي. وقد سجل سعر الفضة ارتفاعاً مذهلاً بنسبة 112% منذ بداية العام الجاري، وهو ما جذب موجة قوية من المضاربين والمتابعين لأداء المعادن النفيسة. ويقول كارستن مينكه، المحلل في بنك يوليوس باير: “تجاوز سعر الفضة حاجز 60 دولاراً للأونصة جذب اهتمام المضاربين وقادة الاتجاهات السوقية، وهو إنذار واضح يدل على شح المعروض الفعلي في سوق الفضة”.
| المعدن النفيس | السعر الفوري (دولار للأونصة) | النسبة المئوية للتغير |
|---|---|---|
| الذهب | 4193.60 | -0.4% |
| العقود الآجلة للذهب (فبراير) | 4221.60 | -0.3% |
| الفضة | 61.11 | +0.7% |
| البلاديوم | 1456.25 | -3% |
تأثير المؤشرات الاقتصادية الأميركية على تحركات الذهب والفضة وأسواق النقد
في سياق متصل، شهد الدولار الأميركي ارتفاعاً إلى أعلى مستوياته خلال الأسبوع، مدعوماً ببيانات توظيف قوية أدت إلى تعزيز الثقة بسوق العمل الأميركي قبيل اجتماع البنك المركزي المرتقب، وارتفعت عوائد سندات الخزانة لأجل 10 سنوات إلى أعلى نقطة لها خلال شهرين ونصف. كشفت وزارة العمل الأميركية عن ارتفاع عدد الوظائف المتاحة في أكتوبر إلى 7.67 مليون وظيفة، متجاوزة التوقعات التي كانت عند 7.15 مليون، مما يشير إلى قوة مستمرة لسوق العمل.
- ارتفاع الدولار نتيجة قوة بيانات سوق العمل
- استمرار توقعات خفض سعر الفائدة بنسبة 88.6%
- تصريحات المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض عن إمكانية خفض أسعار الفائدة بشكل إضافي متى ما سمح التضخم
أكد كيفن هاسيت، المرشح الأوفر حظاً لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، وجود “مجال واسع” لمزيد من خفض أسعار الفائدة، مع التحفظ على أن المسار قد يتغير إذا ارتفع التضخم. وفي غضون هذا المناخ الاقتصادي والسياسي، يستعد المستثمرون لقرار الفائدة المرتقب ضمن اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة الذي ينهي فعاليته اليوم، وعادةً ما تستفيد الأصول غير المدرة للعائد مثل الذهب من انخفاض أسعار الفائدة.
ارتفاع الفضة لم يكن وحيداً؛ إذ وصل سعرها في المعاملات الفورية إلى مستوى قياسي جديد عند 61.02 دولاراً للأونصة، بعد تجاوزها حاجز 60 دولاراً، فيما تراجعت أسعار البلاديوم بأكثر من 3% إلى 1456.25 دولاراً للأونصة، في مؤشر على عدم استقرار بعض المعادن النفيسة وسط تغيرات السوق.
تظهر هذه الحركة في أسعار الذهب والفضة كيف أن الترقب لقرارات السياسة النقدية والبيانات الاقتصادية الأساسية يلعب دوراً محورياً في تحديد مسارات المعادن النفيسة، مما يجعلها من أكثر الأصول متابعة في الأسواق المالية العالمية.
