أسعار الذهب والفضة في 2026، صعود مستمر أم تصحيح قريب، تشكل محور اهتمام المستثمرين والمتابعين في الأسواق المالية، خاصة بعد الأداء اللافت الذي سجله المعدنان خلال عام 2025 الذي شهد ارتفاعات قياسية انعكست بوضوح على توجهات الاستثمار والتنويع في المنتجات المعدنية والنقدية.
أسعار الذهب والفضة في 2026 وتأثير ميزانية المستثمر على الاختيار بين المعادن النفيسة
شهدت أسعار الذهب والفضة في 2026 زيادة ملفتة تستند إلى المكاسب التي تحققت في 2025، حيث ارتفع الذهب من 2625 دولارًا إلى 4193 دولارًا بمعدل زيادة 60%، بينما صعدت الفضة من 29 دولارًا إلى 61 دولارًا بارتفاع يبلغ 110%، مما يعكس تفوق المعدن الأبيض على الأصفر. وأكد لطفي المنيب، نائب رئيس الشعبة العامة للذهب، أن الذهب يحتفظ بميزة سرعة وسهولة التسييل نظراً لقاعدة المتعاملين الكبيرة، حيث يشكل خيارًا مفضلاً للادخار والاستثمار لدى الأفراد، الشركات، والمؤسسات المالية، بينما من المتوقع أن توفر زيادة التعاملات في الفضة، خاصة المحلية منها، فرصًا أوسع لإعادة البيع والتداول. بدوره، أوضح أمير رزق، عضو رابطة تجار الذهب، أن قرار الاستثمار في الذهب أو الفضة يتوقف بشكل رئيسي على ميزانية المستثمر؛ فالأشخاص ذوو السيولة العالية يفضلون شراء السبائك الذهبية، أما الفضة فتجذب أصحاب رؤوس الأموال الأصغر. وأضاف أن الطلب الصناعي المتنامي على الفضة، خصوصًا في مجالات الإلكترونيات والطاقة الشمسية، إلى جانب اختلالات سلسلة التوريد العالمية، ساهم في صعود أسعارها، مع تجدد اهتمام المستثمرين بها كملاذ آمن وسط حالة عدم اليقين السائدة في الأسواق.
توقعات أسعار الذهب والفضة في 2026 ضمن سيناريوهات متباينة ونماذج سوقية
تتباين توقعات أسعار الذهب والفضة في 2026 وفق مجموعة من السيناريوهات التي يعكسها الأداء السابق في 2025 وتقييمات الخبراء. بحسب بنك ستاندرد تشارترد، من المتوقع أن تتداول الفضة في نطاق بين 55 و70 دولارًا، مع إشارة إلى احتمالات تقلب قصيرة الأجل تسبق تحقيق قمة جديدة، نظرًا لدورها الصناعي والاقتصادي. ويتوقع خبراء المعادن أن تشهد الفضة تصحيحًا سعريًا محدودًا نتيجة لعدم اليقين المرتبط بتقرير المعادن الحيوية S232 ونقص المعروض الإقليمي، مع التحذير من انخفاض محتمل إذا تحسنت بيانات الاقتصاد الأمريكي أو زاد إنتاج المناجم الرئيسة. على الجانب الآخر، نشر مجلس الذهب العالمي تقريره التفصيلي عن توقعات أسعار الذهب في 2026، متضمنًا أربعة سيناريوهات رئيسة:
- النمو الطبيعي ضمن نطاق 2.7% – 2.8% عالميًا مع خفض الفائدة بمقدار 75 نقطة، يُحتمل أن يحافظ على استقرار الذهب.
- ارتفاع متوسط للأسعار بنسبة 5%-15% نتيجة تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتيسير الفائدة بشكل أعمق.
- ارتفاع قوي بين 15%-30% في حالة حدوث تباطؤ اقتصادي عالمي أوسع.
- تراجع محتمل للأسعار بنسبة 5%-20% في سيناريو انتعاش اقتصادي عالمي، مع عودة التضخم وارتفاع العوائد والدولار، ما قد يشجع المستثمرين على تحويل أموالهم من الذهب نحو الأسهم.
| المعدن | نقطة البداية في 2025 (دولار) | النقطة النهائية في 2025 (دولار) | نسبة الزيادة (%) |
|---|---|---|---|
| الذهب | 2625 | 4193 | 60% |
| الفضة | 29 | 61 | 110% |
دور صناديق المؤشرات وزيادة المخزونات وتأثيرها على أسعار الذهب والفضة في 2026
شهدت أسعار الذهب والفضة في 2026 تدفقات مؤسسية قوية على صناديق المؤشرات المدعومة بالفضة، والتي استحوذت على كميات ضخمة من المعدن خلال نوفمبر وديسمبر بزيادة بلغت 487 طنًا و475 طنًا على التوالي، مما يعكس تزايد الطلب المؤسسي على الفضة. ورغم هذه الزيادة في الطلب، تشير البيانات إلى تحسن تدريجي في ظروف السوق، حيث ارتفعت مخزونات الفضة ببورصتي لندن وكومكس إلى 1447 طنًا و4311 طنًا على التوالي، مع تركيز أكبر لمخزون لندن بنسبة 1.91 مقابل المخزون في كومكس، وهي أعلى نسبة منذ يناير. ويواصل المعدن الأبيض تفوقه على الذهب في الأسواق، مستفيدًا من الطلب الصناعي المتنامي والإقبال الاستثماري، إلا أن الأسواق تبقى تحت تأثير عوامل عدة منها تقلبات الاقتصاد العالمي وتغير السياسات النقدية، ما يجعل متابعة أسعار الذهب والفضة في 2026 مهمة حيوية لكل مستثمر ومتابع للسوق.
تُظهر المتغيرات الحالية أن أسعار الذهب والفضة في 2026 ليست فقط انعكاسًا لتاريخ أدائهما، بل هي نتيجة تداخل عوامل متعددة اقتصادية وصناعية واستثمارية، مما يدفع المستثمرين إلى تتبع التحولات المستمرة لتحديد توجهاتهم وأفضل خياراتهم المالية ضمن السوق العالمية والمحلية.
