الذهب يرتفع إلى 4220 دولارًا بعد تخفيض الفائدة من الفدرالي الأميركي

الاستقرار في أسعار الذهب والفضة بعد خفض الفائدة الفيدرالية وتأثير ذلك على سوق المعادن النفيسة

تأثير خفض الفائدة الفيدرالية على أسعار الذهب والفضة

استقرت أسعار الذهب يوم الأربعاء 10 ديسمبر/ كانون الأول، عقب قرار مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي بخفض أسعار الفائدة للمرة الثالثة خلال العام الحالي، وسط تقلب أسعار الفضة قرب مستويات مرتفعة تاريخياً، ما يبرز تأثير السياسة النقدية على سوق المعادن النفيسة بشكل واضح؛ حيث بلغ سعر الذهب الفوري حوالي 4212.13 دولار للأونصة، بارتفاع طفيف بلغ نحو 0.1%، مع زيادة في العقود الآجلة للذهب الأميركي تسليم فبراير بنسبة 0.2% لتصل إلى 4242.5 دولارا للأونصة، ما يؤكد تماسك الذهب في ظل تحركات الفائدة وبيانات الاقتصاد الأميركي.

أما فيما يخص الفضة، فقد سجل سعرها الفوري استقراراً عند 60.64 دولاراً للأونصة، مع تحقيق مستوى قياسي جديد عند 61.61 دولاراً في وقت سابق من الجلسة، مما يعكس حالة الطلب القوي وضعف المعروض في السوق. وجاء قرار خفض سعر الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في نهاية اجتماع البنك المركزي الذي دام يومين، لتصل النطاق الحالي لأسعار الفائدة على الأموال الفيدرالية إلى بين 3.50% و3.75%، وهو ما دفع العديد من المستثمرين للتفاعل مع سعر الذهب والفضة في إطار بيئة الفائدة المنخفضة.

ارتفاع الفضة القياسي وسط زيادة الطلب وشح المخزون

شهد سعر الفضة الفوري ارتفاعاً ملموساً بنسبة 0.7% إلى 61.11 دولاراً للأونصة بعد تسجيله أعلى مستوى على الإطلاق عند 61.61 دولاراً، وهذا الارتفاع تم تحفيزه من عدة عوامل متزامنة تشمل زيادة الطلب الصناعي، وانخفاض مستويات المخزون، بالإضافة إلى تصنيف الولايات المتحدة للفضة كمعدن حيوي، مما عزز النظرة الإيجابية تجاه المعدن الأبيض. ويُشار إلى أن سعر الفضة ارتفع بشكل لافت بنسبة 112% منذ بداية هذا العام، وهو رقم يعكس قوة حركة السوق تجاه هذا المعدن النفيس.

وأشار كارستن مينكه، المحلل لدى بنك يوليوس باير، إلى أن تجاوز سعر الفضة حاجز 60 دولاراً جذب انتباه المضاربين على المدى القصير فضلاً عن متابعي الاتجاهات في السوق، وهذا يشير إلى حالة نقص فعلي في المعروض، مما يدعم استمرار احتمالية ارتفاع الأسعار، في ظل ظروف اقتصادية معقدة والتغيرات في السياسات النقدية.

مؤشرات سوق العمل الأميركية وتأثيرها على قرارات الفائدة وأسعار المعادن النفيسة

ارتفع مؤشر الدولار إلى مستويات غير مسبوقة خلال أسبوع، مدعوماً ببيانات التوظيف الأميركية القوية التي تعزز ثقة المستثمرين في متانة سوق العمل قبل اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة. كما سجلت عوائد سندات الخزانة الأميركية لأجل 10 سنوات ارتفاعاً مستمراً لتصل إلى أعلى مستوى لها منذ أكثر من شهرين. وأظهرت بيانات وزارة العمل الأميركية زيادة عدد الوظائف الشاغرة إلى 7.67 مليون وظيفة في أكتوبر، متجاوزة التوقعات التي قدرت بـ7.15 مليون وظيفة، مما يشير إلى استمرار قوة سوق العمل.

في هذا الإطار، شدد كيفن هاسيت، المستشار الاقتصادي للبيت الأبيض والمرشح المحتمل لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، خلال فعالية لصحيفة وول ستريت جورنال على وجود “مجال واسع” لتخفيض أسعار الفائدة بشكل إضافي رغم تحذيره من أن مسار التضخم قد يغير هذه التوقعات. ومن المتوقع اليوم أن يُعلن اجتماع اللجنة الفدرالية للسوق المفتوحة عن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، مع احتمالية 88.6% لذلك بحسب تقديرات المستثمرين، مما يعكس حالة الترقب لسوق الفائدة وتأثيرها المباشر على المعدن الأصفر وأصول أخرى لا تحقق عائداً.

المعدن السعر الفوري (دولار/الأونصة) التغير الأخير
الذهب 4212.13 +0.1%
الفضة 60.64 ثبات تقريباً
البلاديوم 1456.25 -3%
  • رفع طلب الفضة الصناعي دفع الأسعار للارتفاع فوق 60 دولارا
  • خفض أسعار الفائدة يدعم العملات والسلع مثل الذهب والفضة
  • بيانات سوق العمل القوية تؤثر على توقعات المستثمرين لقرار الفائدة

تسجل الفضة ارتفاعات متتابعة في المعاملات الفورية، حيث صعد السعر بنسبة 0.5% ليحقق مستوى تاريخي جديد عند 61.02 دولاراً للأونصة بعد تجاوز حاجز 60 دولاراً، بينما شهد البلاديوم هبوطاً بأكثر من 3% ليصل إلى 1456.25 دولاراً للأونصة، مما يؤكد التفاوت في اتجاهات المعادن النفيسة نتيجة عوامل العرض والطلب والتقلبات الاقتصادية. يرتبط استمرار الاستقرار والتذبذب في أسعار المعادن الفاخرة بقرارات السياسة النقدية وبيانات سوق العمل الأميركية، التي تلعب دوراً محورياً في تحديد مسارات هذه الأسواق الحيوية.