تأثير خفض الفائدة الفيدرالية على أسعار الذهب والفضة يرتقب تغيرات كبيرة

خفض الفائدة على الدولار وتأثيره على أسعار الذهب والفضة في الأسواق الحالية

تأثير خفض الفائدة على الدولار على تحركات أسعار الذهب

أكد خبراء المعادن الثمينة خلال حديثهم مع “مصراوي” أن خفض الفائدة على الدولار لن يسفر عن تغييرات جوهرية في أسعار الذهب؛ حيث من المتوقع أن تتحرك الأسعار بشكل طفيف، وتعتمد قوة الصعود على نبرة خطاب جيروم باول والتقرير المصاحب لقرار الفيدرالي، إذ يعتبر هذا العامل الحاسم في تحديد مدى ارتفاع أسعار الذهب خلال الفترة المقبلة؛ مما يجعل المستثمرين في حالة ترقب مستمر لتفاصيل الخطاب والتقارير الرسمية. من جانبه، أوضح هاني ميلاد، رئيس شعبة الذهب باتحاد الغرف التجارية، أن أسعار الذهب تشهد حاليًا اتجاهًا إلى الارتفاع البسيط وسط تباين في توقعات السوق بسبب قرار الفيدرالي الأمريكي بشأن خفض الفائدة، الذي تمثل في تخفيض سعر الفائدة 0.25% للمرة الثالثة على التوالي إلى نطاق 3.5% و3.75%؛ وهو ما يعزز من عدم حدوث تغيرات حادة في السعر، بل استقرار نسبي مع ميل للارتفاع.

الفضة وتأثرها المحدود بقرار الفيدرالي بخفض الفائدة على الدولار

في إطار متصل، اعتبر خبراء المعادن أن قرار خفض الفائدة على الدولار كان له تأثير محدود على سوق الفضة، لأن الأسواق قد قامت مسبقًا بتسعير هذا الخفض خلال الأيام القليلة الماضية، ما ساهم في رفع الأسعار بشكل ملحوظ قبل صدور القرار الرسمي. وأوضح كريم حمدان، تاجر وخبير المعادن الثمينة، أن دور خطاب جيروم باول سيكون نقطة المحورية التي تبيّن اتجاه أسعار الفضة، إذ يمكن لأسلوبه المتشدد أو المتساهل أن يحدث فرقًا في تحركات الأسعار، مع توقع جورج ميشيل، رئيس اللجنة النقابية للمصوغات والمجوهرات، بأن خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في سعر الأوقية إلى حدود 62 دولارًا، أي ارتفاعًا قدره حوالي دولار واحد فقط. هذا يفسر لماذا لم نشهد تقلبات مهمة في سوق الفضة رغم القرار الأخير، ويُبرز كيف تراكم التوقعات والارتفاعات السابقة في أسعار المعدن الثمين.

العوامل الأساسية المؤثرة في أسعار الذهب والفضة بعد خفض الفائدة

يظهر أن قرار خفض الفائدة على الدولار له تأثير خفيف مباشرة على أسعار الذهب والفضة، وذلك لعدة أسباب يمكن تلخيصها في النقاط التالية:

  • السوق قام مسبقًا بتسعير تأثير خفض الفائدة، وبالتالي فإن رد الفعل المتوقع سيكون محدودًا
  • خطاب جيروم باول، وتقرير الفيدرالي المصاحب للقرار، يلعبان الدور الأكبر في توجيه اتجاه الأسعار
  • المستثمرون يراقبون تحركات الدولار وتأثيرها على المعادن الثمينة بشكل دقيق
  • ارتفاع أسعار الذهب والفضة مرتبط أكثر بتغيرات حادة في الفائدة مثل خفضها بـ 100 نقطة أساس وليس 25 نقطة فقط
  • العوامل الاقتصادية العالمية والسياسية تؤثر أيضًا على تحركات المعادن الثمينة بشكل عام

وهنا جدول يوضح حركة سعر الفائدة وآثارها المحتملة على أسعار الذهب والفضة:

حجم خفض الفائدة تأثير متوقع على سعر الذهب تأثير متوقع على سعر الفضة
25 نقطة أساس (0.25%) ارتفاع طفيف زيادة بسيطة بحوالي دولار واحد
100 نقطة أساس (1%) ارتفاع قوي وملاحظ ارتفاع ملحوظ

تؤكد التحاليل أن مقاربة السوق لاستجابة أسعار الذهب والفضة ترتبط بشكل وثيق بالمستجدات المتعلقة بخطاب جيروم باول والتقارير الاقتصادية المرافقة، مما يجعل التوقعات متحركة ومعتمدة على مؤشرات دقيقة تتابع توجهات السياسة النقدية الأمريكية، ولم تتجاوز حركة الأسعار حدود الارتفاعات الطفيفة حتى الآن، مع بقاء أنظار المستثمرين متجهة نحو تحركات الدولار وردود فعل الأسواق العالمية.

في ضوء ما سبق، يبرز أن خفض الفائدة على الدولار يسهم في تعديل طفيف لأسعار الذهب والفضة، لكن دون تغيرات جذرية إلا إذا شهدت السياسة النقدية الأمريكية خفضًا أعمق وأكثر دراماتيكية مما تم الإعلان عنه، بينما تتفاعل الأسواق بحذر وارتباط وثيق بنبرة التصريحات الرسمية وتطورات الاقتصاد العالمي.