تراجع الدولار الأمريكي مع تحركات الفيدرالي وصعود الفرنك السويسري بعد تثبيت الفائدة

الدولار الأمريكي يشهد تراجعًا ملحوظًا مع متابعة الأسواق لاجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في حين استقر الفرنك السويسري بدعم من تثبيت أسعار الفائدة من البنك الوطني السويسري، فيما تشهد العملات الرئيسية تقلبات مستمرة تبعًا لأحداث اقتصادية عالمية هامة.

تأثير اجتماع الاحتياطي الفيدرالي على الدولار الأمريكي

تراجع الدولار الأمريكي خلال جلسات الخميس في مدينتي سنغافورة ولندن، نتيجة توقعات الاحتياطي الفيدرالي التي جاءت أقل تشددًا مما كان يتوقعه المستثمرون؛ ما رفع من ضغوط البيع على العملة الأمريكية مقابل العملات الرئيسية. في المقابل، تلقى الفرنك السويسري دعمًا من قرار البنك الوطني السويسري بالبقاء على سعر الفائدة عند مستوى 0%، مما عزز من مكانة العملة السويسرية في الأسواق. شهد الدولار بعض الدعم المؤقت عند تراجع الأسهم الآسيوية والعقود الأمريكية الآجلة عقب الإعلان عن نتائج شركة “أوراكل” التي جاءت مخيبة للآمال، وأثارت مخاوف حول ارتفاع تكاليف البنية التحتية للذكاء الاصطناعي مقارنة بربحيتها؛ لكن هذا الدعم لم يكن كافيًا لكبح موجة بيع الدولار بشكل واضح. على صعيد العملات الأخرى، ارتفع اليورو بنسبة 0.15% ليصل إلى 1.1713 دولار، مسجلاً أعلى مستوياته خلال شهرين، بعد مكاسب سابقة بلغت 0.6%، بينما استقر الجنيه الإسترليني عند 1.1338 دولار بعد ارتفاع قوي في الجلسة السابقة. أما الدولار مقابل الين الياباني، فشهد تراجعًا بنسبة 0.2% ليصل إلى 155.7 ين، مستمرًا في خسائره السابقة.

دور أسعار الفائدة الأمريكية في تحركات الدولار الأمريكي

خفض مجلس الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة بواقع ربع نقطة أساس، وهو قرار كان متوقعًا على نطاق واسع، لكن ردود فعل الأسواق كشفت عن انقسام داخل اللجنة بشأن سياسات 2026، مع توقعات أقل تشددًا من المعتاد. أوضح كريس تيرنر، رئيس الأسواق العالمية في ING، أن المستثمرين كانوا يتوقعون خفضًا أكثر صرامة، لكن الفيدرالي اختار اتباع نهج متحفظ بدلًا من التصريح بتوقف مؤقت واضح في رفع الفائدة، كما بدت تصريحات رئيسه جيروم باول حذرة في هذا الصدد. بجانب ذلك، أثرت تحركات سندات الخزانة الأمريكية على الدولار، بعدما أعلن الفيدرالي بدء شراء أذون خزانة قصيرة الأجل بقيمة تصل إلى 40 مليار دولار اعتبارًا من 12 ديسمبر، في إطار جهود إدارة السيولة. هذا الإجراء يعزز استقرار الأسواق المالية لكنه يترك أثرًا متباينًا على الدولار الأمريكي في الفترة الحالية.

تقلبات الدولار الأمريكي مقابل العملات الأخرى ومؤثرات الأسواق العالمية

تعزز الفرنك السويسري بفضل قرار تثبيت أسعار الفائدة والتفاؤل الناتج عن اتفاق خفض الرسوم الجمركية الأمريكية، رغم الضغوط المستمرة الناتجة عن قوة العملة وتأثيرها على مستويات التضخم. انخفض الدولار مقابل الفرنك السويسري ليبلغ 0.7963 فرنك، كما تراجع اليورو إلى 0.9331 فرنك، مما يعكس تباينًا في أداء العملات الأوروبية أمام العملة السويسرية. في سوق العملات الآسيوية، تأثر الدولار الأسترالي سلبًا بعد صدور بيانات كشفت عن أكبر تراجع في الوظائف خلال تسعة أشهر، ما زاد من ضعف العملة الأسترالية. يمكن تلخيص بعض أبرز عناصر تأثير الدولار الأمريكي مقابل العملات والأسواق في النقاط التالية:

• تراجع الدولار أمام معظم العملات الأساسية عقب توقعات الاحتياطي الفيدرالي
• ثبات أسعار الفائدة في سويسرا يدعم الفرنك السويسري
• تأثير سلبي لنتائج شركة “أوراكل” على معنويات المستثمرين بالدولار
• خيار الفيدرالي بشراء أذون الخزانة القصيرة الأجل لإدارة السيولة المالية
• تراجع الوظائف في أستراليا يضغط على الدولار الأسترالي