مؤشرات الأسهم الأوروبية تراجعت في جلسة يوم الجمعة، متخليةً عن مكاسبها الأسبوعية، وسط ترقب المستثمرين العالميين لتطورات الأزمة الروسية الأوكرانية، وتحذيرات من ضرورة استعداد أوروبا للحرب كما أشار الأمين العام لحلف الناتو، مارك روته، محذراً من تصاعد التوترات. أنهى مؤشر ستوكس 600 الأوروبي الجلسة بانخفاض 0.5% مسجلاً 578.62 نقطة، وأغلق مؤشر كاك 40 الفرنسي منخفضاً بنسبة 0.16% عند 8,073.66 نقطة، كما قلص مؤشر فوتسي 100 البريطاني 0.5% ليصل إلى 9,645 نقطة، بينما انخفض مؤشر داكس الألماني بنسبة 0.3% مغلقاً عند 24,205.02 نقطة، وكان السوق قد شهد ارتفاعاً في وقت سابق مدعوماً بقطاع البنوك الذي ارتفع 0.9% بفضل صعود سهم بنك بي أن بي باريبا بنسبة 1.5% عقب إعلان دخول البنك الفرنسي في مفاوضات حصرية لبيع حصته البالغة 67% في وحدة بي إم سي آي المغربية إلى مجموعة هولماركوم.
تأثير تطورات الأزمة الروسية الأوكرانية على مؤشرات الأسهم الأوروبية
استحوذت التطورات السياسية بين روسيا وأوكرانيا على اهتمام المستثمرين، خاصة مع تحذيرات مارك روته الأمين العام لحلف الناتو من ضرورة استعداد أوروبا لحجم حرب تاريخي، قائلاً بأن روسيا أعادت الحرب إلى القارة الأوروبية، ما يستوجب تعزيز الجاهزية الدفاعية. في الوقت ذاته، أعلن البنك المركزي الروسي أن خطة أوروبا لاستخدام الأصول الروسية المجمدة لدعم أوكرانيا غير قانونية، في حين تسعى حكومات الاتحاد الأوروبي للموافقة على هذا الاقتراح. وعلى صعيد آخر، أثارت استراتيجية الأمن القومي الأميركية الجديدة قلق الأوروبيين، إذ حذرت من احتمال محو حضاري وتعقيدات في الحفاظ على الشراكة الجيوسياسية مع الولايات المتحدة؛ حيث اعتبر ديفيد بترايوس، المدير السابق لوكالة المخابرات المركزية الأميركية، هذا إنذاراً لإعطاء الأولوية لتعزيز الدفاعات الأمنية الأوروبية.
تحركات أسواق الأسهم الأوروبية وسط تأثيرات اقتصادية وسياسية متعددة
شهدت الأسواق تأثيرات متباينة؛ فقطاع البنوك سجل ارتفاعاً بدفع سهم بنك بي أن بي باريبا، إلى جانب مكاسب قطاع التجزئة حيث ارتفعت أسهم أديداس وبوما بأكثر من 1.7% لكل شركة، بعد أن رفعت شركة لولوليمون توقعاتها للأرباح السنوية. في المقابل، شهدت القطاعات الدفاعية مثل السلع الاستهلاكية الأساسية والرعاية الصحية تراجعات طفيفة. من ناحية أخرى، تتصدر شركة ويندل الفرنسية للاستثمار المباشر المؤشر الأوروبي بارتفاع 5.2%، مدعومة بتقارير تفيد بأنها ستوزع 1.6 مليار يورو على المستثمرين بحلول 2030. أما شركة ماغنوم، الجديدة في المؤشر، فقد انخفضت بنسبة 1.9% لكنها قلصت بعض خسائرها. في قطاع التكنولوجيا انخفضت أسهم شركات أشباه الموصلات الهولندية ASMI بنسبة 5% وBESI بنسبة 2% مما أثر على المؤشر الأوروبي.
| المؤشر | النسبة المئوية للتغير | نقطة الإغلاق |
|---|---|---|
| ستوكس 600 الأوروبي | -0.5% | 578.62 |
| كاك 40 الفرنسي | -0.16% | 8,073.66 |
| فوتسي 100 البريطاني | -0.5% | 9,645.00 |
| داكس الألماني | -0.3% | 24,205.02 |
تأثير المؤشرات الاقتصادية الأوروبية على الأسواق المالية وأداء العملات
ارتبط تراجع مؤشرات الأسهم الأوروبية مع بيانات اقتصادية متباينة، حيث انكمش الاقتصاد البريطاني بشكل غير متوقع في الربع الثالث من العام حتى أكتوبر، رغم توقعات بنمو صفر، وهو ما يطرح علامات استفهام حول تعافي الاقتصاد في المملكة المتحدة. في الوقت نفسه، ستصدر اليوم بيانات التضخم النهائية من ألمانيا وفرنسا وإسبانيا. أجرى البنك المركزي السويسري تعديلاته على أسعار الفائدة، حيث أبقاها عند صفر بالمئة مع تأكيد تباطؤ التضخم عن المتوقع، فيما بلغ اليورو أعلى مستوى له مقابل الدولار منذ بدايات أكتوبر عند 1.1738 دولاراً، مستفيداً من تراجع العملة الأمريكية. في ألمانيا، استمرت معدلات التضخم أعلى من 2% خلال نوفمبر، مدفوعة بارتفاع تكاليف الخدمات والمواد الغذائية، حيث أكد مكتب الإحصاء الفيدرالي زيادة أسعار المستهلكين بنسبة 2.3% مقارنة ذات الفترة العام الماضي، مماثلة لشهر أكتوبر.
- تطورات الأزمة الروسية والأوكرانية تؤثر على السوق الأوروبية
- قطاع البنوك والتجزئة يدفعان مؤشرات الأسهم نحو صعود مؤقت
- بيانات اقتصادية متباينة تلقي بظلالها على تعافي الأسواق الأوروبية
- تعزيز الجبهات الدفاعية الأوروبية على خلفية تحذيرات الناتو واستراتيجية الأمن القومي الأميركي
