الذهب، هذا المعدن النفيس الذي يزين القلوب قبل الأجساد، يظل دائمًا مصدرًا للإلهام في أغنياتنا وأحاديثنا اليومية، فهو حلم لكل امرأة وخاصة في مجتمعاتنا العربية التي توارثت عبر الأجيال عشق المشغولات الذهبية، منذ عهد الفراعنة الذين اعتبروا الذهب رمزًا للحياة والموت، حيث كانت مقابرهم مليئة بالكنوز الذهبية التي تخبرنا عن مهارة غير مسبوقة في صناعة الحلي.
الذهب وأسباب ارتفاع أسعاره العالمية
لا يزال المعدن الأصفر حديث الساعة، خاصة مع القفزات السعرية الكبيرة التي شهدها خلال الفترة الأخيرة، إذ ارتفع سعر الذهب عيار 21 إلى خمسة آلاف جنيه؛ ما أثار دهشة الجميع، ويُرجع الخبراء ذلك إلى عدة أسباب رئيسية، منها السياسات المالية العالمية وحالة عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي، خاصة مع التغيرات الكبرى في الولايات المتحدة، كما قامت البنوك المركزية بتعزيز احتياطياتها من الذهب تحسبًا لأي تقلبات اقتصادية محتملة، ما تسبب في ازدياد الطلب عليه عالميًا، تلك العوامل جميعها مع تراجع قيمة الدولار تسببت في التحليق بسعر المعدن الأصفر إلى مستويات غير مسبوقة.
الذهب كاستثمار ومخزن للقيمة
أصبح الذهب في السنوات الأخيرة خيارًا شائعًا للاستثمار والادخار بدلًا من الاعتماد على البنوك أو المدخرات النقدية، فمع ارتفاع تقلبات العملات وتذبذب الأسواق المالية، بات الذهب ملاذًا آمنًا، ولهذا تشهد محال الذهب إقبالًا كبيرًا من الزبائن، خاصة المهتمين بالسبائك التي لا تحمل عبء المصنعية العالية، ومع تزايد صعوبة تحقيق العائد المناسب من الاستثمارات التقليدية كالبنوك، يلجأ العديد من الأشخاص لتحويل أموالهم إلى قطع ذهبية صغيرة تحافظ على قيمتها المادية وتحقق لهم الأمن المالي.
أثر ارتفاع أسعار الذهب على الزواج
لكن، بينما يُعتبر الذهب أداةً استثمارية، فإنه أيضًا يشكل أزمة حقيقية على المستوى الاجتماعي، وبالذات عند الإقدام على الزواج، حيث تعد الشبكة الذهبية جزءًا لا غنى عنه من طقوس الزواج التقليدية، ومع الارتفاع الجنوني في الأسعار، أصبحت تكلفة دبلة وخاتم مشغولين من الذهب عيار 21 تقريبًا مائة ألف جنيه، وهو ما يجعل الشباب في موقف صعب للغاية، إذ اضطر البعض للتخلي عن الشبكات الذهبية أو الاتفاق على شراء قطع بسيطة بأسعار معقولة، هذه التغيرات الاجتماعية تستوجب منا إعادة التفكير في عاداتنا المرتبطة بالزواج مثل الشبكات الباهظة وإيجاد حلول تتناسب مع الظروف الاقتصادية الحالية.
الذهب يمثل حالة فريدة تجمع بين كونه رمزًا للجمال والاستثمار، ولكنه أيضًا يضع الكثير من التحديات أمام الأسر، فهل نستطيع كسر التقاليد من أجل مستقبل أفضل؟ الإجابة تتوقف على مدى استعداد المجتمع للتنازل عن مظاهر تستهلك الكثير من الموارد وتحقيق توازن بين العادات والواقع الاقتصادي.
الدوسري يقود الهلال في مواجهة ريال مدريد بكأس العالم للأندية 2025
«خطوة سهلة» فتح الحساب في بنك الخرطوم أون لاين 2025 وبدقيقة واحدة
مصر ترفع حالة الطوارئ وتكشف خطتها لمواجهة التحديات.. خطوات جديدة لتخفيف الأحمال
عمرو الجزار يوضح هل اقترب فعلاً من الأهلي بعد جلسة حسم الصفقة
رفض الوصول: تفاصيل جديدة حول أسباب حظر المستخدمين من الخدمة
«صفقة خاسرة» تجارة السيارات مع اليابان تثير انتقادات ترمب من جديد
«تحليل شامل» أسعار الطاقة تحت المجهر مع تصاعد الصراع الإسرائيلي الإيراني
«تجديد سريع» منحة البطالة الجزائر 2025 كيف تمدد دعمك بنفسك بسهولة وأمان كامل