«قفزة تاريخية».. الذهب يسجل أعلى مستوى في أسبوعين بدعم من الطلب الآمن

شهدت أسعار الذهب قفزة ملحوظة خلال الأسبوع الجاري، حيث وصل المعدن الأصفر إلى أعلى مستوياته خلال أسبوعين وسط إقبال كبير من المستثمرين، وجاء هذا الارتفاع في ظل تجدد المخاوف المتعلقة بالمخاطر الاقتصادية والسياسية، مما دفع الكثيرين للجوء إلى الذهب باعتباره ملاذاً آمناً، وقد رافقت هذه المكاسب توجه الأنظار إلى اجتماع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الذي قد يكشف عن توجهات السياسة النقدية القادمة.

أسعار الذهب اليوم وأبرز المستجدات

ارتفعت أسعار الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 1.4 بالمئة إلى 3380.92 دولار للأوقية، وهو المستوى الأعلى منذ 22 أبريل، حيث شهدت الأسواق إقبالاً لافتاً على شراء الذهب. في المقابل، صعدت العقود الآجلة للذهب في الولايات المتحدة بنسبة 2 بالمئة لتصل إلى 3389.90 دولار. يأتي هذا الارتفاع مدفوعاً بتزايد الطلب على الذهب كوسيلة للتحوط وسط مخاوف متزايدة بشأن تداعيات الرسوم الجمركية وضعف الاستقرار الاقتصادي العالمي. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاوف المتعلقة بالتضخم واحتمالات تقلب أسعار الفائدة ساهمت في تعزيز الاهتمام بالمعادن النفيسة.

أداء المعادن الأخرى وتوجهات المستثمرين

لم تقتصر المكاسب على الذهب فقط، حيث سجلت المعادن النفيسة الأخرى ارتفاعات ملحوظة. زادت أسعار الفضة بنسبة 1.5 بالمئة لتصل إلى 32.99 دولار للأوقية، وأظهر البلاتين مكاسب مماثلة بنسبة 1.3 بالمئة ليصل إلى 971.24 دولار. من جهته، ارتفع البلاديوم بنسبة 0.5 بالمئة ليبلغ 945.75 دولار. هذه التطورات تشير إلى إقبال المستثمرين على تنويع محافظهم الاستثمارية بين مختلف المعادن، لتحقيق الأمان المالي وتجنب التقلبات الكبيرة التي قد تحدث في الأسواق المالية.

أهمية قرارات الاحتياطي الفيدرالي وتأثيرها على الذهب

تتجه الأنظار هذا الأسبوع إلى الاجتماع المرتقب لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، حيث ينتظر المستثمرون تصريحات رئيسه جيروم باول حول أسعار الفائدة والتوجه المستقبلي للاقتصاد الأمريكي. يُعتبر هذا القرار أساسياً في تحديد توجهات الأسواق المالية والطلب على المعادن الثمينة، حيث إن أي إشارة إلى تثبيت أو رفع أسعار الفائدة قد تؤثر بصورة مباشرة على شهية المستثمرين لاقتناء الذهب كملاذ آمن. لذلك، فإن الأسواق تترقب بحذر كل تصريح أو قرار صادر عن الاجتماع، حيث سيشكل ذلك مؤشراً واضحاً لاستراتيجية البنوك المركزية تجاه التعامل مع التضخم وتقلبات السوق.

بالمجمل، يعكس أداء الذهب وبقية المعادن النفيسة قوة ارتباطها بالظروف الاقتصادية العالمية والمخاطر الجيوسياسية. ومع استمرار حالة عدم اليقين الاقتصادي، يبقى الذهب الخيار الأمثل للمستثمرين الذين يسعون للحفاظ على قيمة أموالهم والاستثمار في أصول مستقرة وآمنة.