«تعاون مصري-ياباني» يفتح آفاقًا جديدة لدعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال

شهدت العلاقات المصرية اليابانية تطوراً لافتاً في مجالات الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وذلك نتيجة التعاون المثمر بين البلدين لتعزيز القدرات الرقمية ودعم الشركات الناشئة وريادة الأعمال، وقد جسد هذه الخطوة لقاء الدكتور عمرو طلعت، وزير الاتصالات المصري، مع يوريكي كويكي، محافظ طوكيو، والذي هدف إلى بحث أفق التعاون الرقمي بين البلدين، ودفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي المشترك.

تعزيز التعاون في القدرات الرقمية ودعم الشركات الناشئة

تمحور اجتماع الدكتور عمرو طلعت مع محافظ طوكيو حول تعزيز التعاون في مجال بناء القدرات الرقمية واستفادة الجانب المصري من تجارب اليابان المتقدمة في هذا القطاع، حيث أكد الوزير أهمية تدريب الكفاءات المصرية الشابة في الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، كونها تمثل ركيزة لجذب استثمارات الشركات العالمية في مصر، كما تمت الإشارة إلى المرحلة الثانية من مراكز إبداع مصر الرقمية، والتي تهدف إلى إنشاء حاضنات متخصصة في الذكاء الاصطناعي لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وبالتالي رفع كفاءة الابتكار وريادة الأعمال.

على جانب آخر، عبرت يوريكي كويكي عن سعادتها بهذا التعاون وأشارت إلى مرور 35 عامًا على توقيع اتفاقية التآخي بين القاهرة وطوكيو، مؤكدة التزامها بتعزيز الشراكة في كافة المجالات الرقمية بين المحافظتين، مع تسليط الضوء على أهمية مشاركة الوزير المصري في مؤتمر “سوشي تك طوكيو” لتبادل الرؤى والخبرات مع الجانب الياباني.

البحث العلمي والتبادل الطلابي في استراتيجية التعاون المصري الياباني

ناقش الاجتماع بين الجانبين تعزيز التعاون الأكاديمي من خلال برامج مشتركة بين جامعة مصر للمعلوماتية ومؤسسات تعليمية يابانية مرموقة، والتي تهدف إلى بناء القدرات البحثية وتوفير فرص التبادل الطلابي، وتمثل هذه الشراكة الأكاديمية دعماً هاماً لتنمية قاعدة مهارات مختصة تعمل في مجالات الذكاء الاصطناعي والحلول التقنية المختلفة، كما تعد خطوة لتعزيز الثقة في التعليم التقني المحلي وربطه بالممارسات العالمية.

يأتي هذا التعاون في سياق رؤية مصر 2030 للتنمية المستدامة، التي تركز على التحول الرقمي وإعداد أجيال جديدة قادرة على مواجهة تحديات سوق العمل الرقمي، من خلال الاستفادة من التجارب الدولية المتقدمة في دول مثل اليابان.

في خدمة المستقبل الرقمي: الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني

عقد وزيرا الاتصالات المصري والياباني جلسة منفصلة تناولت سبل التعاون في مجالات الحلول التكنولوجية والذكاء الاصطناعي، حيث يسعى الجانبان لتعزيز البنية التحتية الرقمية ودعم استراتيجية الذكاء الاصطناعي في مصر، كما تم مناقشة تحسين الخدمات البريدية وإيجاد حلول لوجستية جديدة تخدم بيئة التجارة الإلكترونية المتنامية، إلى جانب التعاون في قطاع الأمن السيبراني من خلال تبادل الخبرات والممارسات الناجحة.

كما ركز اللقاء على تفعيل مذكرة التعاون الموقعة عام 2023 بين البلدين، والتي تشمل آفاقاً جديدة للتعاون في الحوكمة الرقمية، مراكز الابتكار، والبنية التحتية، مما يؤكد ارتباط هذه القطاعات بتطلعات مشتركة نحو مستقبل رقمي واعد يخدم مصالح البلدين على المدى الطويل.