فرحة روحية وطقوس مميزة في أحد الشعانين

تتجدد الفرحة الروحية في قلوب الأقباط كل عام مع حلول أحد الشعانين، وهو الأحد الأخير قبل عيد القيامة المجيد، والذي يحمل طابعا دينيا وروحيا مميزا، إذ يحيي الأقباط فيه ذكرى دخول السيد المسيح إلى مدينة القدس، حيث استقبله الشعب بأغصان الزيتون وسعف النخيل، وهتفوا له بـ”أوصنا”، أي خلصنا.

مظاهر احتفال الكنائس بأحد الشعانين

تبدأ الاحتفالات في الكنائس منذ الصباح الباكر، وتشهد الأجواء روحا من البهجة المختلطة بالخشوع، حيث يتوافد المصلون من كل الأعمار حاملين أغصان الزيتون وسعف النخيل، والتي يصنعون منها أشكالا رمزية جميلة، تعبيرا عن المشاركة في الحدث الروحي.

وتشمل المظاهر الاحتفالية ما يلي:

• تزيين الكنائس بسعف النخيل والزهور البيضاء
• إقامة قداس خاص يتخلله تراتيل وأناشيد مخصصة لهذا اليوم
• قراءة الإنجيل الذي يسرد دخول المسيح إلى أورشليم
• توزيع السعف والصلبان المصنوعة يدويا بين الأطفال والكبار

أجواء روحية ومشاركة شعبية واسعة

يتحول أحد الشعانين إلى يوم يجمع بين القداسة والبهجة، حيث تتزين الكنائس وتزدحم بالمصلين الذين يتبادلون التهاني والتمنيات بالخير والسلام، كما تقام الصلوات التي تمهد لأسبوع الآلام، وهو الأسبوع الأخير قبل عيد القيامة، حيث يحمل طقوسا أكثر تأملا وخشوعا.

رمزية سعف النخيل في الشعانين

يحمل سعف النخيل رمزية قوية لدى الأقباط، إذ يرمز إلى النصر والسلام، ويعود أصل استخدامه إلى استقبالات الشعوب للملوك والقادة في العصور القديمة، وهو ما حدث مع السيد المسيح عند دخوله إلى القدس، ما يجعل من هذا الطقس الديني رسالة أمل ورجاء للمؤمنين.

ارتباط الشعانين بالتراث القبطي

لا تقتصر مظاهر الاحتفال على الطقوس الدينية فحسب، بل تشمل أيضا الفلكلور القبطي الذي يظهر في الزينة والملابس التقليدية، كما تقوم بعض العائلات بتجهيز أطعمة خاصة بهذه المناسبة، مما يضيف بعدا ثقافيا واجتماعيا مميزا للاحتفال.

 احتفال يتجدد كل عام بروح الإيمان

يظل أحد الشعانين مناسبة محببة لدى الأقباط، تعكس عمق الإيمان واستمرارية التقاليد، وتجمع ما بين البهجة والقداسة، ليبدأ من بعدها أسبوع الآلام بروح متجددة وإيمان عميق، ينتظر فيه الأقباط عيد القيامة بكل فرح وسلام.