«غضب إلهي» الزلازل.. هل هي جند من جنود الله وفق وزارة الأوقاف

حدث في الساعات الأخيرة زلزال قوي شعرت به جميع المدن المصرية، مما أثار تساؤلات لدى الكثيرين حول مدى ارتباط هذه الظاهرة الطبيعية بغضب الله على عباده، وقد أشارت وزارة الأوقاف المصرية إلى هذا الأمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي، مما أثار اهتمام الناس للتفكير في المعاني الروحية للزلازل وأثرها على القلوب، ومن خلال هذا المقال نستعرض تفاصيل العلاقة بين الزلازل والإيمان بما يضمن لك فهمًا أعمق لهذا الموضوع.

هل الزلازل غضب من الله

يبدو أن تساؤل “هل الزلازل غضب من الله؟” يشغل أذهان الكثيرين بعد أن شهدت مصر زلزالًا بلغت قوته 6.1 على مقياس ريختر، وقد تناولت وزارة الأوقاف هذه الظاهرة من منظور ديني عبر منشورها الذي أكدت فيه أن الزلازل تأتي كنوع من التذكير والإنذار الإلهي، حيث اعتبرتها جندًا من جنود الله لتحذير العباد وتنبيه الغافلين ليعودوا إلى طريق الله وتذكروا عظمته وقوته المطلقة، واستدلت الوزارة بالآية الكريمة: {وما نُرسل بالآياتِ إلا تخويفًا} [الإسراء: 59] لتعزز بهذا الفهم الروحاني لهذه الأحداث الطبيعية.

كيفية الاستجابة للأحداث الطبيعية مثل الزلازل

أوضحت وزارة الأوقاف عبر صفحاتها أن المؤمنين من مختلف الديانات السماوية مطالبون بالاتعاظ ورؤية آيات الله في الأحداث الطبيعية مثل الزلازل، مؤكدة أهمية التقرب إلى الله بالدعاء والاستغفار عند الشعور بمثل هذه الأحداث، حيث أوضحت أن الزلازل تحمل رسالة ربانية تدعو للإفاقة من الغفلة والرجوع إلى الله بشكل دائم، وفي الحديث القدسي أشار الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهمية اللجوء إلى الله عند وقوع هذه الأحداث قائلاً: “إذا رَأَيْتُمْ شيئًا مِن ذلكَ، فافْزَعُوا إلى ذِكْرِهِ ودُعائِهِ واسْتِغْفارِهِ” (رواه البخاري).

مَنظور الإسلام حول الظواهر الطبيعية

يرى الإسلام الظواهر الطبيعية كجزء من آيات الله التي تهدف إلى تنبيه البشر ودعوتهم إلى التدبر والتفكر في نعم الله وقوته وجلالته، وهذا يُعزَّز بالإشارات الكثيرة في النصوص الدينية التي تحث على الاستجابة بالتوبة والإكثار من الأعمال الصالحة عند مواجهة تلك الظواهر، إذ يدل هذا على أن الزلازل ليست مجرد أحداث جيولوجية بحتة، بل هي رسائل إلهية توجه البشر نحو الموعظة والخير.

أهم النصائح للتعامل روحانيًا مع الزلازل

• الحرص على الإكثار من ذكر الله والاستغفار في الأوقات التي تشهد أحداثًا استثنائية مثل الزلازل.
• محاولة إدراك الرسائل الكامنة في الظواهر الطبيعية والعمل على التقرب من الله بشكل مستمر.
• استذكار الحديث النبوي الشريف حول أهمية الدعاء عند وقوع آيات الله في الكون.
• تعزيز الإيمان بالقضاء والقدر والرضا بما يجري وفق حكمته سبحانه وتعالى.

تفسير ديني وواقعي للزلازل

يمكن النظر إلى الزلازل على مستويين: الأول ديني مرتبط برسالة الله لعباده لتذكيرهم بضعفهم أمام قدرته، والثاني علمي يفسر هذه الكوارث بأنها نتيجة للحركات التكتونية للقشرة الأرضية التي تتفاعل بفعل القوى الطبيعية في باطن الأرض، وهنا يتضح التكامل بين العلم والدين في فهم الظواهر الكونية، إذ يُحفز الدين الإنسان على اتخاذ العبرة مما يحدث، مع دعوته لاتخاذ الاحتياطات اللازمة وحسن التصرف في الأزمات.