«قفزة مرتقبة» أسعار الذهب تواصل الصعود وسط مخاوف وتوقعات بـ3500 دولار

تشهد الأسواق المالية العالمية اضطرابات ملحوظة نتيجة للتوترات الجيوسياسية والنزاعات التجارية المتصاعدة، الأمر الذي يدفع المستثمرين نحو البحث عن أدوات استثمارية آمنة، ويأتي الذهب في مقدمة هذه الأدوات بفضل مكانته كملاذ آمن، إذ تشير التوقعات إلى إمكانية صعود أسعار الذهب لمستويات قياسية قريباً، ما يجعل المعدن الأصفر الخيار الأفضل في ظل تلك الظروف الاقتصادية المعقدة.

العوامل المؤثرة على أسعار الذهب

التغيرات في الأسواق العالمية توجه الأنظار نحو الذهب بشكل أكبر من أي وقت مضى، إذ تتأثر أسعار هذا المعدن النفيس بمجموعة من العوامل المحورية التي تلعب دوراً كبيراً في تحريكها، ومن بين هذه العوامل يأتي التصعيد التجاري على الساحة العالمية، خصوصاً مع إعلان الولايات المتحدة خططها لفرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي يدفع المستثمرين نحو شراء الذهب كثقل آمن في ظل هذه الاضطرابات.
من جهة أخرى، تُساهم التوترات الجيوسياسية المستمرة في مناطق مثل الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية في تعزيز الطلب الاستثماري على الذهب، فضلاً عن ارتفاع الطلب الفعلي من الأسواق الآسيوية الكبيرة مثل الصين التي ارتفعت وارداتها من الذهب بنسبة 73% خلال واحدة من الأشهر الأخيرة، في الوقت ذاته، تشير حركة البنوك المركزية إلى رغبتها في تنويع استثماراتها بعيداً عن الدولار الأمريكي عبر زيادة حصصها من الذهب.

توقعات أسعار الذهب في المستقبل القريب

تشير التوقعات الحالية إلى احتمال تسجيل أسعار الذهب زيادة ملحوظة في المستقبل القريب، إذ توقعت مؤسسة سيتي غروب وصول سعر الأونصة إلى 3500 دولار، وهو ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 11% مقارنة بالتقديرات السابقة، هذه التوقعات مدعومة بتصعيد النزاعات التجارية العالمية والقلق المتزايد بشأن الميزانية الأمريكية، بالإضافة إلى اضطرابات جيوسياسية في عدة مناطق حول العالم.
مع استمرار عدم اليقين في الأسواق، توجد ثلاثة سيناريوهات رئيسية لأسعار الذهب على المدى القصير، السيناريو الأول يركز على الاستقرار النسبي إذا بقيت أسعار الفائدة دون تغيير واستقرت العلاقات التجارية، السيناريو الثاني يتوقع تراجعاً بسيطاً في الأسعار حال حدوث انفراج مفاجئ في النزاعات التجارية أو في حالة توقف البنوك المركزية عن شراء الذهب، أما السيناريو الثالث فيشير إلى إمكانية تسجيل مستويات قياسية جديدة للذهب إذا استمرت المخاطر الاقتصادية والسياسية في التصاعد عالمياً.

تعزيز أهمية الذهب في ظل التقلبات العالمية

في ظل تزايد الإقبال العالمي وتراجع ثقة المستثمرين بالأصول الأخرى مثل العملات والأسهم، يتعزز دور الذهب كواحد من الخيارات الاستثمارية الأكثر أماناً، لا سيما في أوقات التوتر والغموض الاقتصادي، يعكس هذا التوجه مدى أهمية الذهب في استراتيجيات التحوط وتنويع الاستثمارات، خاصة مع التنافس المتزايد بين البنوك المركزية لتعزيز احتياطياتها من الذهب.
يظل مراقبة المستجدات الجيوسياسية والتحركات السياسية أمراً ضرورياً، إذ يمكن لأي تغير مفاجئ أن يؤثر بشكل مباشر على حركة أسعار الذهب، لذلك يُنصح المستثمرون بمراجعة استراتيجياتهم الاستثمارية بانتظام وذلك لضمان الاستفادة القصوى من التغيرات المحتملة التي قد تحدث في سوق الذهب خلال المرحلة المقبلة.