«انخفاض قياسي» أسعار الذهب تتراجع إلى أقل مستوى خلال أسبوع

تراجعت أسعار الذهب بشكل واضح خلال تعاملات الأمس لتصل إلى أدنى مستوياتها في أكثر من أسبوع، ويأتي هذا التراجع في ظل حكم محكمة تجارية أمريكية بوقف الرسوم الجمركية المتبادلة التي كان قد فرضها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث اعتبرت المحكمة أن تلك الرسوم غير قانونية. هذا السياق أدى إلى تقليل جاذبية الاستثمار في الذهب كملاذ آمن، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على قيمته السوقية.

تراجع أسعار الذهب وأثر الرسوم الجمركية

شهدت العقود الآجلة للذهب لشهر أغسطس المقبل انخفاضًا بنسبة 0.80%، حيث وصلت إلى مستوى 3295.70 دولار للأونصة. أما بالنسبة للعقود الفورية، فقد انخفضت بنسبة 0.49% لتصل إلى 3271.35 دولار للأونصة، ويعود السبب الرئيسي لهذا التراجع إلى قرار المحكمة الأمريكية الذي أوقف تطبيق الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات، إذ أشارت المحكمة إلى أن فرض تلك الرسوم تم بطريقة تخطت صلاحيات الرئيس الأمريكي.
أوضح الخبراء في شركة “إيه بي سي ريفاينري” أن القرار القضائي الأخير كان من أبرز المحركات التي دفعت إلى ارتفاع قيمة الدولار، مما أدى بعد ذلك إلى انخفاض أسعار الذهب، فالذهب غالبًا ما يشهد تراجعًا مع ارتفاع العملة الأمريكية القوية، ما يجعل تكلفة الأصول المسعرة بالدولار الأمريكي أعلى بالنسبة للمستثمرين الأجانب.

العوامل المؤثرة على هبوط أسعار الذهب

هناك عدد من العوامل التي ساهمت في الدفع بأسعار الذهب نحو الانخفاض الملحوظ، وأبرز تلك العوامل تتضمن:

• قرار المحكمة التجارية الأمريكية بوقف الرسوم الجمركية المتبادلة، والذي أثر على الأسواق بشكل عام.
• تعزيز وضعية الدولار الأمريكي كعملة قوية مع تحسن مؤشر الدولار مقابل العملات الأخرى.
• تحولات الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب نتيجة متغيرات الأسواق العالمية.

مع ذلك، يُلاحظ تأثير القضايا السياسية والاقتصادية العالمية على حركة أسعار الذهب بشكل مستمر، والتي يعكسها المستثمرون في قرارات الشراء أو البيع.

أسعار الذهب حسب الأسواق العالمية

لوحظ تباين واضح في حركة الأسعار بين العقود الفورية والآجلة، ويتضح ذلك من خلال البيانات التالية:

هذه الأرقام تعكس تراجعًا عامًّا مع اختلاف بسيط في نسبة الانخفاض بين العقود الآجلة والفورية.

توقعات المستقبل لأسعار الذهب

بينما يتابع المحللون تطورات أسواق الذهب بدقة، تبقى التوقعات مشروطة بعوامل متعددة، منها الأوضاع الاقتصادية العالمية، مستويات التضخم، وسياسات البنوك المركزية المختلفة، لا سيما الفيدرالي الأمريكي. حالة الدولار تظل عاملاً محوريًا في تحديد اتجاه أسعار الذهب، خاصة مع تغيرات السياسة النقدية الأمريكية التي قد تؤثر بشكل غير مباشر على وضعية المعدن النفيس.