«فرصة استثمار» الذهب يتراجع وسط ترقب الأسواق لتطورات رد إيران

انخفضت أسعار الذهب، الإثنين، رغم التوترات الجيوسياسية المشتعلة بين الولايات المتحدة وإيران، حيث اتجه المستثمرون إلى الدولار كملاذ آمن بديل، بعدما نفذت الولايات المتحدة ضربات استهدفت منشآت نووية إيرانية، وقد تراجع سعر الذهب في المعاملات الفورية بنسبة 0.4% ليصل إلى 3,354.03 دولارًا للأوقية، بينما انخفضت العقود الآجلة بنسبة 0.5% لتسجل 3369.10 دولارًا.

أسباب انخفاض أسعار الذهب رغم تصاعد التوترات

أوضح الخبراء أن الضربات الأمريكية الأخيرة ضد منشآت إيرانية أدت إلى تعزيز الطلب على الدولار كملاذ آمن، وهو ما أثر بشكل مباشر على أسعار الذهب. وصرّح تيم ووترر، كبير محللي السوق في شركة KCM Trade، أن الأوضاع الجيوسياسية غالبًا ما تدفع الذهب إلى الصعود، إلا أن ارتفاع الدولار بنسبة 0.3% أمام سلة العملات الرئيسية أسهم في زيادة تكلفة الذهب أمام المستثمرين من حاملي العملات الأخرى، ما ضغط على الأسعار نحو الانخفاض؛ إضافة إلى ذلك، تُظهر الأسواق المالية ثباتًا نسبيًا رغم الأزمة، مما يعزز من تراجع الطلب على الأصول الآمنة كالذهب.

• ارتفاع قيمة الدولار أمام العملات الأخرى أدى إلى ضعف الطلب على الذهب
• استقرار الأسواق العالمية ساعد في تهدئة الذعر لدى المستثمرين
• تكاليف الاحتفاظ بالذهب تزيد مع قوة الدولار، مما يدفع المستثمرين للابتعاد عنه
• السياسة النقدية الأمريكية قد تدفع المستثمرين للبحث عن عوائد أفضل

مواقف المستثمرين والأسواق العالمية تجاه الأزمة

على الرغم من التصعيد بين الولايات المتحدة وإيران، والذي شمل ضربات أمريكية استخدمت فيها قنابل خارقة للتحصينات، أظهرت الأسواق ثباتًا نسبيًا، حيث استطاعت الأسهم الآسيوية مقاومة الهبوط الحاد، في الوقت الذي ارتفعت فيه أسعار النفط لفترة قصيرة إلى أعلى مستوياتها خلال خمسة أشهر، ومع ذلك، فإن الذهب لم يستفد من ذلك؛ وقد أظهرت البيانات أن التضخم المستمر وقوة سوق العمل في الولايات المتحدة قد يدفع الفيدرالي الأمريكي لتشديد السياسة النقدية، مما زاد من الضغط على أسعار الذهب التي تُعتبر ملاذًا تقليديًا في أوقات عدم اليقين.

تحليل فني يحدد مستويات الذهب المقبلة

وفقًا لخبراء التحليل الفني، قد يواجه الذهب تحديات إضافية إذا واصل الدولار قوته غير المسبوقة. أشار المحلل وانغ تاو لدى “رويترز” إلى أن السعر الفوري للذهب قد يختبر مستوى الدعم 3,348 دولارًا للأوقية، وفي حالة كسره لهذا المستوى، من المتوقع أن تتجه الأسعار إلى 3,324 دولارًا، وهو ما قد يفتح المجال أمام تغيرات جديدة في السوق.

أما المعادن النفيسة الأخرى، فقد شهدت تحركات متباينة، حيث ارتفعت أسعار الفضة بنسبة طفيفة لتصل إلى 36.02 دولارًا للأوقية، بينما حافظ البلاتين على استقراره عند 1264.96 دولارًا للأوقية، وحقق البلاديوم مكاسب وصلت إلى 1050.07 دولارًا، وهو أفضل أداء بين المعادن الأخرى، مما يعكس الطلب المتزايد عليه في القطاعات الصناعية.

في ظل استمرار تصاعد الأحداث الجيوسياسية مع استقرار الأسواق بشكل نسبي، تبقى التوقعات حول الذهب معلّقة ومتأثرة بمواقف المستثمرين تجاه الدولار والأحداث العالمية الأخرى.