هبوط الدولار ينعش الأسواق.. بورصة السليمانية تنتعش بعد انتهاء التوترات العسكرية

شهد سعر صرف الدولار في العراق انخفاضًا ملحوظًا خلال الساعات الأخيرة، وذلك بعد الإعلان عن توقف الحرب الإقليمية بين إيران وإسرائيل، الأمر الذي انعكس إيجابًا على استقرار السوق المالية العراقية، حيث أشار خبراء إلى أن العوامل السياسية والدبلوماسية لعبت دورًا كبيرًا في تقوية الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي في الأسواق المحلية.

تأثير الأوضاع الإقليمية على سعر صرف الدولار في العراق

ربط المتحدث الرسمي باسم سوق البورصة في السليمانية، كوران جبار، انخفاض سعر صرف الدولار في العراق بالتطورات الأخيرة في المنطقة، خصوصًا إعلان وقف التصعيد بين إيران وإسرائيل؛ حيث أكد أن أي تصعيد محتمل قد يؤدي إلى تقلبات طفيفة في سعر الصرف، لكنه استبعد أن يكون لها تأثير عميق على الاستقرار النقدي في البلاد على المدى القصير.

أوضح جبار أن التحسن في سعر صرف الدولار في العراق يعود أيضًا إلى مؤشرات إيجابية حول تفاهمات بين إيران والولايات المتحدة، ما عزز من ثقة المستثمرين في السوق العراقية؛ حيث تراجع سعر الدولار من 148 ألف دينار إلى 142 ألف دينار مقابل كل 100 دولار أمريكي، مما شكل انفراجًا نسبيًا في أسعار الصرف.

دور العوامل الاقتصادية في استقرار الدينار العراقي

أكد جبار أن التغيرات في سعر صرف الدولار في العراق لم تأتِ من فراغ، بل كانت نتيجة مباشرة لعوامل اقتصادية وسياسية متشابكة، منها إعادة فتح قنوات الحوار بين طهران وواشنطن ووقف العمليات العسكرية، إضافة إلى تصريحات أدلى بها الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب التي ساهمت بدورها في دعم العملة الإيرانية.

وأشار إلى أن إيران، رغم الضغوطات والعقوبات، ما زالت تملك اقتصادًا منتجًا ومستقلًا منذ عام 1979، مما يجعلها أقل هشاشة أمام التوترات السياسية، وهو ما يؤثر بشكل غير مباشر على سعر صرف الدولار في العراق عبر العلاقة الاقتصادية الوثيقة بين البلدين.

المستجدات الأخيرة في سوق الدولار داخل العراق

شهدت أسواق بغداد وأربيل مساء الثلاثاء انخفاضًا ملموسًا في سعر صرف الدولار مقابل الدينار العراقي؛ حيث سجلت الأسعار في بغداد 141,600 دينار لكل 100 دولار، مقارنة بـ142,500 دينار صباح اليوم نفسه، بينما تراجعت الأسعار في أربيل إلى 141,300 دينار للبيع و141,100 دينار للشراء.

وفي هذا السياق، شدد كوران جبار على أهمية الإبقاء على فارق منطقي ومدروس بين السعر الرسمي للدولار المعتمد من البنك المركزي العراقي وسعر السوق، لما له من أثر في تقليل الضغط على الاحتياطي النقدي وتعزيز كفاءة التداول في السوق المفتوحة.

سعر صرف الدولار في العراق ما يزال تحت تأثير مباشر للتقلبات الإقليمية والعلاقات الدولية، ومع ذلك فإن استمرار الاستقرار في المؤشرات السياسية يعزز من احتمالية الحفاظ على أسعار مستقرة نسبيًا في الفترة القادمة؛ وفي ظل هذا السياق، تبقى مراقبة تحركات السوق والمتغيرات الجيوسياسية أمرًا بالغ الأهمية بالنسبة للمستثمرين والمتابعين.