«إنفاق ضخم» حفل زفاف بيزوس ينعش اقتصاد البندقية وسط انتقادات واسعة

جيف بيزوس ينعش اقتصاد البندقية بـ “زفاف القرن” وسط موجة من الاحتجاجات

أذهلت تفاصيل زفاف جيف بيزوس، رابع أغنى رجل في العالم، الجميع بتكلفته الباهظة التي وصلت إلى أكثر من 55 مليون دولار، حيث أُقيم الزفاف في أجواء فخمة بجزيرة سان جورجيو الإيطالية، وشارك فيه نجوم ومليارديرات من حول العالم، لكن الاحتفالات لم تسلم من احتجاجات السكان المحليين ونشطاء البيئة.

زفاف بيزوس يثير الدهشة في جزيرة سان جورجيو التاريخية

احتضنت جزيرة سان جورجيو التاريخية مراسم زفاف “بيزوس”، وهو حدث استثنائي نظراً لمكانته كمؤسس شركة أمازون وأحد أغنى الرجال في العالم، فقد جاءت هذه الخطوة لافتة للأنظار حيث تمت الاحتفالات في موقع قريب من الساحة التاريخية سان ماركو، ورغم الأجواء الاحتفالية، لم تُسجل أي أوراق رسمية تُثبت عقد الزواج في إيطاليا، مما يشير إلى احتمالية أن المراسم الحقيقية قد تمت مسبقاً في الولايات المتحدة مع الاكتفاء بالعروض الباذخة في المدينة الساحرة، ومع ذلك شكل نمو العائدات الاقتصادية للمدينة جانباً مثيراً للجدل وللآراء بشأن الأثر الإيجابي للحدث.

تكاليف خيالية وصدام اجتماعي في البندقية

وصلت تكلفة زفاف بيزوس الأسطوري إلى ما بين 46.5 إلى 55.6 مليون دولار وفقاً لما ذكرته مصادر إخبارية، الأمر الذي خلف تأثيراً اقتصادياً إيجابياً قُدر بملايين اليوروهات على مدينة البندقية، وبالرغم من هذه الأرقام، لا تزال الاحتفالات تواجه انتقادات شعبية حادة، حيث تعالت أصوات الرافضين لتحويل المدينة ذات القيمة التاريخية والمعمارية إلى موقع للعروض الباذخة والفعاليات الخاصة، وأبرزت الاحتجاجات شعار “لا مكان لبيزوس” كرمز للحفاظ على هوية المدينة وللوقوف أمام استغلال الأغنياء للأماكن الأثرية لمصالح ترفيهية.

• الاحتفالات الباذخة تجذب النخبة لكنها تضغط على سكان المدينة
• انتقادات شديدة لممارسات بيزوس فيما يتعلق بمساهماته الضريبية
• ارتفاع التوتر بين المنظمين والمتظاهرين المحليين
• مطالب بزيادة الضرائب من الأثرياء لصالح المجتمعات المحلية

احتجاجات متصاعدة وتغيير موقع الزفاف

واجه الحفل احتجاجات من مجموعات بيئية ومنظمات عالمية منها “السلام الأخضر”، حيث اعترض المتظاهرون على أسلوب حياة بيزوس وسياساته الضريبية، الأمر الذي دفع منظمي الحدث إلى تغيير موقع الحفل الرئيسي من قاعة “سكولا غراندي ديلا ميزيريكورديا” إلى موقع أرسينال البحري، إذ تم اختيار هذا الموقع المحاط بالمياه لتجنب الاحتكاك المباشر مع المتظاهرين، ومع ذلك استمرت الحملة ضد الاحتفال بتوجيه أصابع الاتهام إلى بيزوس بخصوص تأثير أسلوب حياته على البيئة واحتكار الثروات.

تفاصيل التنظيم وسط سخط بيئي واجتماعي

شهدت مدينة البندقية خلال الأيام الأولى للزفاف ظهور شخصيات بارزة من عالم الفن والأعمال، حيث اجتمع المشاهير والمليارديرات في حفل عشاء نُظم بمنزل رجل الأعمال باري ديلر قبل بداية الاحتفالات، واعتمد فريق التنظيم على شركة “لانزا آند باوسينا” البريطانية التي سبق وأن ارتبط اسمها بزفاف جورج وأمل كلوني، ورغم أن المنظمين أكدوا احترامهم للسكان المحليين وتقليل الإزعاج، إلا أن هذه الجهود لم تتمكن من تهدئة الانتقادات المتصاعدة.

الثروة الطائلة والتفاوت الاجتماعي الذي يُحدثه زفاف كهذا أثار جملة من التساؤلات حول أحقية استغلال المواقع التاريخية للأثرياء، في ظل موجة الغضب الشعبي والانقسام بين الترحيب بالعوائد الاقتصادية والاعتراض على نمط الحياة الفاخر الذي يرمز إليه هذا النوع من الاحتفالات.