تراجع جديد في أسعار النفط لأدنى مستوى خلال 5 أسابيع.. فما تأثير الصراعات الدولية على السوق؟

أسعار النفط تتراجع لأدنى مستوياتها في خمسة أسابيع وسط توترات دولية متصاعدة تؤثر على السوق العالمية وتتسبب في تقلبات كبيرة في أسعار الذهب الأسود، مما يعكس حالة من الترقب والتأثر بالعوامل السياسية والجغرافية الاقتصادية التي تحيط بإمدادات النفط عالمياً، خاصة في ظل التهديدات الأمريكية بفرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استمرار الصراع في أوكرانيا.

تراجع أسعار النفط لأدنى مستوى في خمسة أسابيع وسط أجواء عقوبات وقلق عالمي

شهدت أسعار النفط تراجعًا ملحوظًا ليصل الخام إلى أدنى مستوياته خلال خمسة أسابيع، بعد أن فقدت المكاسب التي حققتها في بداية الجلسة، وسط ترقب لإعلان أمريكي بشأن فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب استمرار الحرب في أوكرانيا، حيث أكد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن تفاصيل هذه العقوبات سيتم الكشف عنها لاحقًا في يوم الأربعاء، معربًا عن أمله في صدور تصريحات رسمية بشأن الخطوات القادمة في القريب العاجل، حسب ما نقلته وكالة «رويترز».

وفي تحرك دبلوماسي، أوضحت روسيا، التي تعد ثاني أكبر منتج للنفط في العالم بعد الولايات المتحدة، أن مبعوث واشنطن ستيف ويتكوف أجرى محادثات “مفيدة وبناءة” مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل ساعات قليلة من انتهاء المهلة المحددة من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والتي تطالب روسيا بالموافقة على اتفاق سلام مع أوكرانيا، وإلا ستواجه عقوبات جديدة.

التأثير المباشر للعقوبات الأمريكية ورسوم جمركية على الهند في انخفاض أسعار النفط

ارتفعت أسعار النفط مؤقتًا في وقت مبكر من الجلسة بسبب مخاوف متعلقة بالعرض والطلب، بعد إعلان الرئيس ترامب فرض رسوم جمركية إضافية بنسبة 25% على واردات الهند، متهمًا نيودلهي بالاستمرار في استيراد النفط الروسي بشكل مباشر أو غير مباشر. الهند، إلى جانب الصين، تعتبر من أكبر المشترين للنفط الروسي على المستوى العالمي. هذا الإجراء أثار موجة من عدم اليقين في الأسواق، مما دفع الأسعار إلى التقلب.

دعم هذه التقلبات أيضاً بيانات غير متوقعة سُجلت في مخزونات النفط الأمريكية، حيث سُحب من المخزون نحو 3 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في الأول من أغسطس، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى سحب 0.6 مليون برميل فقط، وهذا ما أثار المخاوف من احتمال حدوث نقص في الإمدادات العالمية. بالرغم من ذلك، لا تزال مثل هذه الأرقام أقل من تقديرات معهد البترول الأمريكي التي قدرت السحب بـ4.2 مليون برميل وفق بيانات صدرت في وقت سابق.

توقعات أوبك+ وتأثيرها على تحركات أسعار النفط خلال الأزمة الحالية

يواجه سوق النفط ضغوطًا متزايدة وسط توقعات بزيادة الإنتاج من قبل مجموعة «أوبك+»، التي تضم منظمة الدول المصدّرة للنفط وحلفاءها وقد يكون من ضمنهم روسيا، حيث من المتوقع أن تساهم هذه الزيادة في تعويض أي تراجع محتمل في الإمدادات الروسية، وهو عامل قد يحد من زيادة الأسعار المرتقبة، وفق تصريحات المحلل جانيف شاه من شركة «ريستاد إنرجي»، الذي أشار إلى أن ارتفاع الأسعار في بداية الجلسة كان مرتبطًا بحديث الرسوم الجمركية على الهند، في حين لا تزال الأسواق في انتظار اتخاذ خطوات تنفيذية ملموسة تزيل حالة الغموض التي تحيط بالموقف.

في سياق متصل، سجل خام برنت تراجعًا بقيمة 35 سنتًا، أي بنسبة 0.5%، ليصل إلى سعر 67.29 دولارًا للبرميل، بينما هبط خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 41 سنتًا، أو 0.6%، إلى 64.75 دولارًا، وتعد هذه الخسائر هي الخامسة على التوالي لكل منهما، حيث يقترب خام غرب تكساس من أدنى إغلاق له منذ 24 يونيو، بينما برنت يتجه نحو أدنى إغلاق له منذ الأول من يوليو.

نوع الخام التراجع (دولار) النسبة المئوية السعر الحالي (دولار للبرميل)
خام برنت 0.35 0.5% 67.29
خام غرب تكساس الوسيط 0.41 0.6% 64.75
  • ترقب إعلان العقوبات الأمريكية الجديدة ضد روسيا
  • فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على واردات الهند
  • سحب غير متوقع من مخزونات النفط الأمريكية
  • توقعات بزيادة إنتاج أوبك+ لتعويض النقص المحتمل

تواصل الأسعار تفاعلها مع هذه التطورات المعقدة، وهو يعكس بشكل واضح الأثر الكبير للعوامل السياسية والاقتصادية على تحركات سوق النفط العالمي، مع استمرار مراقبة الأسواق لاستجابات الأطراف المعنية والإعلانات الحكومية التي قد ترسم مسار السعر في الأيام القليلة القادمة