الكنيسة القبطية تطلق غداً صوم السيدة العذراء مع برنامج نهضات روحية وصلوات يومية

صوم السيدة العذراء هو صوم مدته 15 يومًا تبدأ غدًا الخميس 7 أغسطس 2025، ويُعتبر من أبرز الأصوام في الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ذات القدسية الخاصة في قلوب ملايين الأقباط داخل مصر وخارجها، نظرًا لما يحمله من إثر روحي عميق ومكانة مميزة في الإيمان القبطي، ويختتم الصوم يوم 22 أغسطس، بالتزامن مع عيد صعود جسد السيدة العذراء إلى السماء. هذا الصوم مصنّف كأحد أصوام الدرجة الثانية في الكنيسة، حيث يُسمح بصوم الأسماك، مع استمرار مظاهر التعبد والروحانية الغنية، نظرًا لمكانة العذراء كمصدر إلهام وقدوة روحية.

النهضات الروحية والصلوات اليومية في صوم السيدة العذراء

يصاحب صوم السيدة العذراء نهضة روحية وإيمانية واسعة في غالبية الكنائس، لا سيما التي تحمل اسم “كنيسة العذراء”، حيث تُقام الصلوات اليومية المتنوعة والتي تشمل صلاة العشية، العظات الروحية المتعمقة، ومدائح ترتل تمجيدًا للسيدة العذراء وسط حضور شعبي ضخم وتضرعات مستمرة. كما تشهد فترة الصوم حرصًا ملحوظًا من الأسر القبطية على تنفيذ النذور المتنوعة التي يتمثل أشهرها في الفطير والخبز والصدقات، وذلك كرمز للشكر والعرفان للسيدة العذراء، وطلب الشفاعة في أمور الحياة، مما يعكس معاني التقوى والتدين الشعبي وسط المجتمع القبطي.

الأبعاد الروحية والاجتماعية لصوم السيدة العذراء في الوجدان القبطي

يشكل صوم السيدة العذراء محطة روحية حساسة في وجدان الأقباط، إذ يُعتبر فرصة لتجديد التوبة وللتقرب إلى الله بمشاعر خالصة، إذ يشهد الصوم ازدحامًا غير معتادٍ في الكنائس مقارنةً بأصوام أخرى، ويُركز في العظات على حياة العذراء ومواقفها الفريدة في النصوص الإنجيلية، كما يتناول مكانتها على مر العصور في الكنيسة. يستغل القسوس هذه الفترة الخصبة في التربية الروحية والتعليم الكنسي، عبر عقد الندوات والعظات التثقيفية التي تستهدف كافة الفئات، مع اهتمام خاص بالشباب لتعميق الوعي الإيماني لديهم.

قيمة صوم السيدة العذراء وتأثيره في المجتمع القبطي

ترتبط مظاهر صوم السيدة العذراء بتاريخٍ عريق وتراث روحي متجذر في الوعي الديني المصري، حيث تجسد النهضات الكنسية والمشاركة الشعبية العميقة روح الألفة والقوة التي تجمع الأقباط في مناسباتهم المقدسة، ويُعتبر دور العذراء رمزًا للوحدة والصبر والرجاء في مواجهة تحديات الحياة.

• صلوات العشية اليومية
• عظات روحية تركّز على سيرة العذراء
• مدائح وابتهالات وتمجيد اسم السيدة العذراء
• تقديم نذور الفطير والخبز والصدقات
• ندوات تثقيفية للشباب

يقف صوم السيدة العذراء بوصفه احتفالًا روحيًا عميقًا يشحذ القلوب ويغذي النفوس، بتجمع الأعداد الكبيرة من المؤمنين في الكنائس وتبادلهم للصلوات والتضرعات، وتتجلى القيم الروحية وتجدد مستويات الإيمان من خلال هذه الأيام الخمسة عشر التي تشكل طريقًا نحو التجديد الروحي والتعبدي، حيث يترقب الجميع موعد عيد صعود جسد العذراء مريم إلى السماء، بنفوس ملؤها الرجاء والسلام الحقيقي.