تعرف على إرث علي المصيلحي “رجل الدولة المُطور” بعد وفاته وتأثيره في 3 وزارات وهيئة.

توفي وزير التموين والتجارة الداخلية السابق، علي المصيلحي، اليوم الثلاثاء، بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان الرئة، والذي أعلنه في مارس الماضي. وقد نعى وزير التموين والتجارة الداخلية الحالي، شريف فاروق، المغفور له بإذن الله الدكتور علي المصيلحي، الذي وافته المنية بعد مسيرة مليئة بالعطاء والإنجازات، كما جاء في بيان الوزارة.

آخر ظهور لـ”علي المصيلحي”

آخر ظهور رسمي للدكتور علي المصيلحي كان في مايو الماضي، حيث تم تكريمه من قبل رئيس مجلس الوزراء، مصطفى مدبولي، تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في دعم برامج الحماية الاجتماعية، وأبرزها تطوير برنامج “تكافل وكرامة”، الذي يعتبر حجر الزاوية في نظام العدالة الاجتماعية في مصر. في مارس 2025، تسلم المصيلحي خبر إصابته بسرطان الرئة خلال أمسية دينية في مسقط رأسه بمحافظة الشرقية، حيث تحدث بصراحة عن تجربته مع المرض، مؤكدًا أن بدء أعراضه تمثل في صداع غير عادي حتى تم تشخيصه طبيًا، ولكنه لم يعش فترات طويلة بعد بدء العلاج حتى وافته المنية.

من هو علي المصيلحي؟

ولد علي المصيلحي في قرية “أبوكبير” بالمحافظة الشرقية، ونشأ في بيئة ريفية ساهمت في تكوين شخصيته القوية والمجتهدة. حصل على درجة البكالوريوس بتفوق من الكلية الفنية العسكرية في عام 1971 في مجال الهندسة الإلكترونية. واصل دراسته في فرنسا، حيث نال درجة الماجستير من جامعة باريس السادسة عام 1977، ثم أكمل الدكتوراه عام 1980 من “إيكول بوليتكنيك”. بعد عودته إلى مصر، تولى منصب رئيس قسم الحاسب الآلي في الكلية الفنية العسكرية، حيث قدم محاضرات في مجالات مختلفة مثل تصميم الحواسيب، وهندسة البرمجيات.

في عام 1991، انتقل المصيلحي إلى القطاع الخاص كمدير تنفيذي لشركة متخصصة في تكنولوجيا المعلومات، حيث قام بإدارة مشروعات مهمة في مجالات الصناعة والسياحة والبترول.

المناصب التنفيذية

انخرط المصيلحي في العمل الحكومي عام 1999 كمستشار لوزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، حيث ساهم في وضع خطة وطنية لتطوير هذا القطاع، وكان له دور بارز في الإشراف على مشاريع استراتيجية مثل تطوير ميناءي دمياط والعين السخنة، ومبادرة “كمبيوتر لكل بيت”. تولى في عام 2002 رئاسة الهيئة القومية للبريد، وأطلق خطة إصلاح شامل تتضمن تحديث البنية التحتية وإعادة هيكلة المستقبل. وبعد توليه منصب وزير التضامن الاجتماعي في 31 ديسمبر 2005، قام بتعزيز شبكات الأمان الاجتماعي وبنك ناصر الاجتماعي. عاد لاحقًا في فبراير 2017 وزيرًا للتموين والتجارة الداخلية، واستمر في هذا الدور حتى يوليو 2024.

تصريحات مثيرة للجدل

تداولت العديد من التصريحات المثيرة للجدل للدكتور علي المصيلحي، منها تلك التي أدلى بها في يوليو 2017 حول استهلاك الخبز من قبل المواطنين، حيث وصف استهلاك خمسة أرغفة يوميًا بأنه “غير صحي”، محذرًا من استخدام الخبز “كعلف للبط والوز” في بعض المحافظات. كما تعرض لانتقادات خلال يناير 2021 في البرلمان، حيث أكد أن إنجازات وزارته جاءت بفضل التعاون مع عدد من الجهات، بما في ذلك القوات المسلحة. وفي مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى عام 2024، تميز حواره مع الأعضاء بأنه كان مباشرًا وصريحًا، حيث قال: “نعتذر لها جامد”.

حياته الشخصية

علي المصيلحي كان متزوجًا، وله ابنان وثلاثة أحفاد. كان عضوًا نشطًا في أندية الروتاري، وظل مرتبطًا ببلدته أبوكبير، حيث كان يشرف بنفسه على إدارة ممتلكات العائلة الزراعية. انطلاقًا من حياته الغنية بالإنجازات، ترك المصيلحي أثرًا لا يُنسى في الحياة السياسية والاجتماعية بمصر.