كيف أصبحت بورنموث “الصغير” العملاق في سوق الدفاع الأوروبي؟

كيف أصبح بورنموث أبرز مورد دفاعي في أوروبا؟

نجحت الأندية الأوروبية في تحقيق أرباح ضخمة من خلال بيع لاعبيها المميزين، خاصةً المهاجمين وصانعي الألعاب. لكن، ما قام به نادي بورنموث الإنجليزي خلال الفترة الأخيرة قد يشير إلى تحول جذري في هذا الاتجاه. فقد استطاع الفريق أن يعيد تعريف قيمة المدافعين في سوق الانتقالات، حيث باع ثلاثة مدافعين بمبلغ إجمالي يتجاوز الـ 170 مليون يورو خلال فترة وجيزة، مما جعله واحدًا من أنجح الأندية في السوق.

استراتيجية بورنموث المبتكرة

تحت قيادة المدرب الإسباني أندوني إيراولا، اتبع بورنموث استراتيجية فريدة جعلته يتألق في سوق الانتقالات. فقد تحوّل النادي إلى معقل لتطوير المدافعين، حيث تمكن من تصديرهم إلى أندية كبرى مثل ريال مدريد وليفربول وباريس سان جيرمان، محققًا أرباحًا ملحوظة. بدأت القصة بانتقال اللاعب الهولندي الإسباني ديان هويسين إلى ريال مدريد، حيث دفع النادي الملكي 62 مليون يورو لضمان تأمين خدماته.

هذا المدافع الواعد فاجأ الجميع بأدائه المميز خلال كأس العالم للأندية، حيث أظهر كفاءته الكبيرة في التعامل مع المهاجمين. ولدى انتقاله، حقق بورنموث فارقًا قدره 40 مليون يورو، حيث انضم هويسين للفريق قادمًا من يوفنتوس مقابل 19.63 مليون يورو.

الصفقات الدفاعية الناجحة

لم يتوقف بورنموث عند هويسين فقط، بل واصل استقطاب العروض المميزة. فكانت الضربة الثانية عندما انتقل ميلوش كيركيز إلى ليفربول مقابل 49.9 مليون يورو. هذا المدافع المجري الصربي أظهر إمكانيات عالية في الالتحامات والسرعة، مما جعله خيارًا مثاليًا للريدز. وبالعودة إلى بورنموث، دفع 20.47 مليون يورو لاستقدام كيركيز من ألكمار، ليحقق ناتجًا قدره 29 مليون يورو.

نموذج بورنموث في التحول إلى مصنع للمواهب

الفرصة الثالثة كانت عندما وقع الاختيار على إيليا زابارني، الذي استقطبه باريس سان جيرمان مقابل 63 مليون يورو. بعد أن اشترى بورنموث اللاعب من دينامو كييف بمبلغ 30.8 مليون يورو، حققوا بأرباح تقدر بحوالي 33 مليون يورو. زابارني أثبت كفاءته في الدوري الإنجليزي وقدرته على مواجهة التحديات الكبيرة.

بإجمالي يقترب من 175 مليون يورو من ثلاث صفقات، أثبت بورنموث أنه ليس مجرد فريق يسعى للبقاء في الدوري الإنجليزي، بل أصبح رمزًا لنجاح التطوير في عالم كرة القدم. تعكس هذه النجاحات رؤية إيراولا الطموحة التي تركز على تحويل ملعب فيتاليتي إلى مركز للموهوبين، مما يجعله واحدًا من أبرز مصانع المواهب في أوروبا.