منهج الذكاء الاصطناعي يشق طريقه في التعليم السعودي.. تفاصيل القرار الجديد من وزير التعليم

انطلقت فعاليات المؤتمر الصحفي الحكومي الرابع والعشرون يوم الأربعاء 13 أغسطس 2025، حيث شهدت المملكة عرض أبرز مستجدات العام الدراسي 1447هـ، مع تسليط الضوء على جهود التحول والتطوير في منظومة التعليم. تمحور التركيز حول دعم التعليم في السعودية لتحقيق التحول الاستراتيجي وتعزيز الفعالية التعليمية لمواكبة المتغيرات العالمية.

الاستراتيجية الوطنية لدعم التعليم في السعودية

أكد وزير التعليم، يوسف بن عبدالله البنيان، في المؤتمر الصحفي على حرص القيادة الرشيدة على دعم قطاع التعليم، حيث قدّم شكره للملك سلمان بن عبدالعزيز وولي العهد على الرعاية المستمرة لهذا القطاع. هذه الرعاية تعكس الالتزام الوطني ببناء جيل واعٍ ومؤهل للمنافسة على المستوى العالمي. أوضح البنيان أن الوزارة تتابع تنفيذ أكثر من 19 هدفًا استراتيجيًا، تتضمن تطوير المناهج الدراسية، تدريب المعلمين، ودمج الذكاء الاصطناعي في التعليم. بالإضافة إلى توسيع نطاق التدريب التقني وتحديث المدارس من خلال مشاريع نموذجية بالتعاون مع القطاع الخاص.

كما أشار إلى القيام بإعادة هيكلة إدارية شاملة تهدف إلى رفع كفاءة التشغيل بتقليص عدد الإدارات التعليمية إلى 16 إدارة. وقد تم نقل مهام التشغيل والصيانة وإدارة جودة البيئة المدرسية إلى شركة تطوير التعليم القابضة، مما يمكن الهيئة التعليمية من التركيز بشكل أكبر على تطوير العملية التعليمية.

منهج الذكاء الاصطناعي في التعليم السعودي

في خطوة تعكس التوجه نحو تعزيز المهارات التقنية، أعلنت وزارة التعليم عن إدراج منهج الذكاء الاصطناعي في جميع مراحل التعليم العام ابتداءً من العام الدراسي 2025-2026. تم هذا التعاون مع المركز الوطني للمناهج ووزارة الاتصالات وتقنية المعلومات والهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا). أكد البنيان من خلال المؤتمر أن هذه المناهج الجديدة ستعمل على تعزيز المعرفة وتنمية المهارات لدى الطلبة، بالتركيز على قيم الوحدة والتعاون من خلال تجارب تعليمية مبتكرة.

كما تم الإعلان عن إدراج منهج الأمن السيبراني كاختيار للطلاب في المرحلة الثانوية، بالتنسيق مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني. تم تأسيس وحدة متخصصة للذكاء الاصطناعي بهدف تطوير حلول تعليمية ذكية تساهم في دعم التعلم الحديث واستثمار التكنولوجيا بطريقة فعّالة.

التحول الرقمي في التعليم السعودي

تناول وزير التعليم خلال المؤتمر أهمية خلق بيئة تعليمية مرنة تتبنى الجوانب التقنية وتراعي القيم المجتمعية. ففضلًا عن تحول التعليم من مجرد نقل المعرفة إلى تطوير مهارات التفكير النقدي والمبادرة، تسهم هذه الخطوات في تأهيل جيل قادر على مواكبة التطورات السريعة في سوق العمل. جاء التأكيد أيضًا على دور التعليم في ترسيخ القيم الإيجابية وتنمية شخصيات الطلبة، مما يدعم استقرار العملية التعليمية ويجعل المدرسة قاعدة أساسية لبناء مجتمع ناجح.

• إعادة الهيكلة الإدارية: تقليص الإدارات التعليمية إلى 16 إدارة لتحسين الكفاءة.
• دمج الذكاء الاصطناعي: تدريس مناهج الذكاء الاصطناعي ابتداءً من العام الدراسي 2025-2026.
• الشراكة القطاعية: إنشاء مدارس نموذجية حديثة بالتعاون مع القطاع الخاص.
• تطوير البيئة المدرسية: إسناد مهام الصيانة والتشغيل لشركة تطوير التعليم القابضة.
• منهج الأمن السيبراني: إدراجه كاختياري للمرحلة الثانوية بالتعاون مع الهيئة الوطنية للأمن السيبراني.

تتجلى التحولات في المنظومة التعليمية السعودية من خلال تمكين المدارس وتعزيز دورها الحاسم في بناء الإنسان والمجتمع. إن دمج التقنيات الحديثة وتطوير المناهج التعليمية يعكسان التوجه نحو تعليم يهدف إلى تحفيز التفكير العميق والإبداع. وبهذا، يواصل التعليم السعودي سعيه نحو مستقبل يتسم بالتجدد والمرونة، مع التركيز المستمر على الذكاء الاصطناعي وتكنولوجيا المعلومات. يمكن متابعة آخر المستجدات التعليمية عبر القنوات الرسمية ومنصات التواصل الاجتماعي.