الذهب يتجاوز حاجز 3500 دولار لأول مرة في تاريخه العالمية

شهدت أسعار الذهب ارتفاعاً قياسياً غير مسبوق، حيث تجاوزت حاجز 3500 دولار للأوقية وسط مخاوف متزايدة من تداعيات التوترات الاقتصادية وانتقادات الرئيس الأمريكي دونالد ترمب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، مما دفع المستثمرين إلى الاتجاه نحو المعدن النفيس كحل آمن لحماية ثرواتهم، في ظل تراجع الأصول الأمريكية واستمرار حالة عدم اليقين بالأسواق العالمية.

أسعار الذهب اليوم تتجاوز مستوى 3500 دولار

سجل سعر الذهب الفوري ارتفاعاً بنسبة 2.2% ليصل إلى 3493.41 دولار للأوقية، بينما شهدت العقود الآجلة للذهب الأمريكي نمواً بنسبة 2.3% لتسجل 3502.40 دولار. جاء هذا الأداء القوي نتيجة عوامل اقتصادية معقدة، أبرزها التقلبات الحالية في سياسات الاحتياطي الفيدرالي، والرسوم الجمركية المثيرة للجدل، فضلاً عن الانكماش الملحوظ في شهية المخاطرة لدى المستثمرين، ما جعل الذهب الخيار الأمثل للحماية من التقلبات في الأسواق المالية.

يُذكر أن هذه المكاسب تأتي على خلفية تصريحات الرئيس ترمب التي طالب فيها بخفض أسعار الفائدة لتجنب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي، وذلك وسط الانتقادات المستمرة لرئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول، إلى جانب النزاعات التجارية بين الولايات المتحدة والصين. هذا التصعيد لم يترك للمستثمرين إلا خيار العودة إلى الذهب، الذي يُعتبر أبرز الملاذات الآمنة.

توجه الأسواق نحو الملاذات الآمنة

تركت السياسات الاقتصادية الأمريكية الأخيرة تأثيراً غير مسبوق على أسواق المال، حيث عانت الأسهم الآسيوية من تقلبات ملحوظة، مدفوعة بموجة من البيع السريع للأصول الأمريكية التي أضعفت قوة الدولار بشكل ملحوظ. في الوقت الذي اتهمت فيه الصين الولايات المتحدة بإساءة استغلال الرسوم الجمركية وتحذير الدول الأخرى من الدخول في صفقات اقتصادية قد تؤثر سلباً على مواقفها التجارية.

وفقاً لتحليلات الخبراء، فإن حالة عدم الاستقرار جذبت المستثمرين نحو الذهب، الذي شهد زيادة بنسبة تقارب 33% منذ بداية العام. ورغم حالة التشبع الشرائية التي تشير إليها مؤشرات الأداء، إلا أن الخبراء يرون إمكانية استمرار الطلب على الذهب في ظل ارتفاع معدلات التضخم وعدم وضوح الرؤية الاقتصادية العالمية.

الأصول النفيسة الأخرى تُسجل زيادات ملحوظة

بالإضافة إلى الذهب، حققت الأصول النفيسة الأخرى زيادات متفاوتة، حيث ارتفع سعر الفضة بنسبة 0.3% ليصل إلى 32.80 دولار للأوقية، بينما أضاف البلاتين مكاسب بنسبة 1.1% ليصل إلى 972.20 دولار. كما شهد البلاديوم أيضاً ارتفاعاً بنسبة 2.2% ليسجل 948.14 دولار. هذا التنوع يعكس استمرار التغيرات في توجهات المستثمرين بحثاً عن الاستقرار وسط الأسواق المتقلبة.

من المتوقع أن تظل أسعار المعادن النفسية في مرحلة تصاعدية خلال الفترة المقبلة، حيث يترقب المتداولون خطابات مسؤولي الاحتياطي الفيدرالي للوقوف على مستقبل السياسة النقدية في الولايات المتحدة وتأثيرها على الأسواق العالمية.