احتكار معلومات.. لماذا يخفي الموظفون بيانات زملائهم داخل الشركة؟

احتكار الموظفين للمعلومات عن زملائهم يُعد ظاهرة شائعة في بيئات العمل، ويرتبط بخوف الموظف من فقدان مكانته وأهميته داخل المؤسسة، مما يدفعه إلى عدم مشاركة المعرفة التي يملكها. مستشار الموارد البشرية رامي البشيري يوضح أن هذا السلوك غالبًا ما يكون نابعًا من نية حسنة، لكنها تتداخل مع مخاوف حقيقية تمس الأمان الوظيفي. ويُشير إلى أن معالجة هذه المعضلة تبدأ بتبني ثقافة توثيق ونشر المعرفة بشكل مؤسسي يساعد على استمرارية الأعمال ويُعزز التعاون بين الزملاء.

أسباب احتكار الموظفين للمعلومات عن زملائهم وتأثيرها على بيئة العمل

يرى مستشار الموارد البشرية رامي البشيري أن احتكار المعلومات بين الموظفين قد يكون مرده شعور فردي بالخوف من فقدان الوظيفة؛ إذ يُخيّل لهم أن معرفة الآخرين بما يمتلكونه من مهارات ومعارف يقلل من قيمتهم المهنية داخل المؤسسة. هذه المخاوف تدفع الموظف، بحسن نية في كثير من الحالات، إلى تقييد تدفق المعلومات وعدم مشاركتها بهدف الحفاظ على أهميته. إلا أن هذا السلوك، رغم دوافعه، يُلحق ضررًا بالتعاون والعمل الجماعي، مما يعيق سير العمليات ويُضعف الأداء المؤسسي.

أهمية بناء ثقافة مشاركة المعرفة لتجاوز احتكار الموظفين للمعلومات عن زملائهم

يشدد رامي البشيري على ضرورة تبني ثقافة واضحة ومكتوبة داخل الشركة تُلزم الموظفين بنشر وتبادل المعارف والمعلومات. فهذه الثقافة لا تسهّل فقط تنظيم العمل وتوثيق الإجراءات، بل تضمن أيضًا استمرارية الأداء في غياب أحد الموظفين، سواء بسبب الإجازات أو الظروف الطارئة. من خلال تبني قواعد واضحة للنشر والتواصل الداخلي، يمكن تقليل حدة مخاوف احتكار المعلومات وتحفيز بيئة عمل قائمة على الشفافية والتعاون مما يرفع من جودة الأداء الجماعي.

توصيات مستشار الموارد البشرية للتعامل مع احتكار الموظفين للمعلومات عن زملائهم

يقدم خبير الموارد البشرية رامي البشيري مجموعة من الإجراءات التي تساعد في الحد من ظاهرة احتكار الموظفين للمعلومات عن زملائهم، ومنها:

  • وضع سياسات واضحة لتوثيق وإدارة المعرفة داخل المؤسسة.
  • تشجيع التواصل المفتوح بين الفرق والإدارات عبر ورش عمل ودورات تدريبية.
  • تحديد مسؤوليات واضحة تضمن انتقال المهام بسلاسة في حال غياب أي موظف.
  • استخدام أنظمة تقنية متقدمة تدعم حفظ وتبادل المعلومات بشكل آمن وسهل الاستخدام.
  • تعزيز ثقافة الثقة والشفافية من خلال تحفيز الموظفين على التعاون وتبادل الخبرات.
العامل التأثير على احتكار المعلومات
الخوف من فقدان الوظيفة يدفع الموظف إلى حبس المعلومات للحفاظ على أهميته
غياب ثقافة مشاركة المعرفة يؤدي إلى سوء التنسيق وتعطيل سير العمل الجماعي
عدم وجود توثيق رسمي للإجراءات يصعب تفويض المهام بسلاسة عند غياب الموظف

بناءً على ما سبق، يصبح من الضروري أن تتجه الشركات نحو تعزيز ثقافة نشر المعرفة والشفافية بين موظفيها، إذ أن هذه الخطوة لا تعزز فقط من الأداء المؤسسي، بل توفر بيئة عمل صحية تخلّص من المخاوف والتوتر الناتج عن احتكار المعلومات، مما يخلق حراكًا إيجابيًا بين الفرق ويحسّن من كفاءة الموظفين ويضمن استمرارية العمل دون انقطاع أو عوائق.