تراجع أسعار النفط وسط توقعات بفائض كبير في الإمدادات خلال العام المقبل يشكل محور القلق الأكبر في الأسواق العالمية حالياً، حيث تتأثر حركة الأسعار سلباً مع بداية التداولات بسبب شبح الفائض المحتمل في المعروض النفطي خلال الأشهر القادمة؛ ما يزيد من حالة الترقب لدى المستثمرين في ظل التصاعد المستمر للتوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي تؤثر بدورها على معدلات الطلب العالمي على الطاقة.
تراجع أسعار النفط وسط توقعات بفائض كبير في الإمدادات وتأثير الأداء الأخير على السوق
سجلت أسعار النفط خلال جلسات التداول الأخيرة تراجعاً ملحوظاً، حيث هبط خام برنت بنسبة 0.43% ليستقر عند 62.18 دولاراً للبرميل، فيما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بنسبة 0.2% مسجلاً 58.60 دولاراً للبرميل، وهذه الخسائر تواصلت من الجلسة السابقة لتؤكد أن الضغوط البيعية على السوق لم تنته بعد، مع إغلاق الخامين عند أدنى مستوياتهما على مدار خمسة أشهر، ما يوضح استمرار تأثر السوق بمخاوف المعروض والطلب.
مخاوف فائض الإمدادات تهيمن على توقعات أسعار النفط وسط تباطؤ الطلب العالمي
تشير تقارير وكالة الطاقة الدولية إلى احتمال حدوث فائض قد يصل إلى أربعة ملايين برميل يومياً في الإمدادات النفطية العالمية خلال العام المقبل، ويرجع جزء كبير من هذا التوقع إلى استمرار دول أوبك بلس والمنتجين المستقلين في زيادة الإنتاج، في وقت يتراجع فيه الطلب نتيجة تباطؤ النمو الاقتصادي في القوى الكبرى. ويبرز هذا الوضع تحدياً حقيقياً يضغط على أسعار النفط، خاصة مع ضعف الطلب العالمي المتوقع.
التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين تضاعف ضغوط السوق النفطية
تزيد الأزمة التجارية المتجددة بين الأمريكية والصينية من تعقيد المشهد النفطي، حيث أصدرت بكين قرارات بتشديد قيود تصدير المعادن النادرة، بينما هددت واشنطن بفرض رسوم جمركية قد تصل إلى 100% على المنتجات الصينية وتوسيع القيود على تصدير البرمجيات، ما يثير مخاوف المستثمرين من تباطؤ أكبر في النشاط الصناعي العالمي، الأمر الذي يترجم إلى انخفاض إضافي في الطلب على النفط.
ترقب حذر لبيانات المخزونات الأميركية وتأثيرها على أسعار النفط
تتركز أنظار السوق الآن على بيانات المخزونات الأميركية الأسبوعية، وتوقعات بارتفاع مخزونات الخام في الأسبوع المنصرم، مقابل تراجع مخزونات البنزين ونواتج التقطير، وهو ما يجعل حجم المخزونات مؤشرًا أساسياً لتحديد اتجاه الأسعار في الفترة القادمة. يلعب هذا العامل دوراً حيوياً في تحديد حركة السوق، لا سيما أن السوق حساس للغاية لأي مؤشرات تدل على تراجع الاستهلاك.
| نوع الخام | سعر البرميل الحالي | النسبة المئوية للتراجع |
|---|---|---|
| خام برنت | 62.18 دولار | 0.43% |
| خام غرب تكساس الوسيط | 58.60 دولار | 0.20% |
- ارتفاع إنتاج أوبك بلس والمنتجين المستقلين
- تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي في الدول الكبرى
- القيود والرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين
- تغيرات في مخزونات النفط ومشتقاته في الولايات المتحدة
تعيش أسواق النفط حملاً ثقيلاً من القلق والتوترات الناتجة عن تخمة محتملة في المعروض بجانب ضعف الطلب العالمي المتنامي، لا سيما مع توترات جيوسياسية واقتصادية متشابكة، وإذا لم تظهر حلول فعالة لهذه التحديات، فإن استقرار الأسعار سيظل مهدداً ومستبعداً في المستقبل القريب، وسط حالة من الضبابية التي تخيم على توجهات السوق النفطية خلال الفترة القادمة.
