أفريقيا تحتاج اليوم إلى أن تنقذ نفسها بنفسها بحشد الموارد وتحقيق الدخل؛ فمنتدى القاهرة الثاني أكد في جلسته الرئيسية على أن بناء شراكات عالمية ضروري، لكن القوة الحقيقية تكمن في قدرة الأفارقة على الاستثمار في أنفسهم ومهاراتهم ومواردهم لتحقيق التنمية المستدامة والرخاء المشترك.
تحولات استراتيجية تدفع أفريقيا إلى إنقاذ نفسها بنفسها بحشد الموارد وتحقيق الدخل
تواجه أفريقيا مفترق طرق تاريخي يحمل تحولات اقتصادية وجيوسياسية وتكنولوجية عميقة، ما يحتم عليها استغلال هذه الفرص المتجددة وتحويل التحديات إلى منطلقات للنمو. الجلسة التي نظمها المركز المصري للدراسات الاقتصادية في منتدى القاهرة الثاني، سلطت الضوء على هذه الديناميكيات، مشددة على ضرورة تغيير السرديات القديمة التي تصور أفريقيا سقفًا للمشكلات لا للتقدم. المتحدثون أكدوا أن بناء الشراكات هو عامل أساسي للنجاح، ولكن إنقاذ أفريقيا لا يكون إلا من خلال حشد مواردها الذاتية وتحقيق الدخل منها عبر تبني نهج تنموي يعتمد على القدرات البشرية والمؤسسية المحلية والاهتمام الكبير بدور القطاع الخاص. أجندة 2063 للاتحاد الأفريقي تأتي كرؤية محورية تمثل خارطة طريق لتحقيق قارة مزدهرة ومستقلة.
دور الشباب والموارد في تعزيز قدرة أفريقيا على إنقاذ نفسها بنفسها بحشد الموارد وتحقيق الدخل
أبرز إيهيزوجي بينيتي، الرئيس التنفيذي لشركة ريزيرف تكنولوجيز، تأثير التحولات التكنولوجية والعالم متعدد الأقطاب على مستقبل القارة، مشيرًا إلى تغير سلاسل التوريد وتراجع المساعدات الخارجية مع تعزيز قيمة العملات المحلية، في ظل النمو السكاني السريع الذي يشكل قوة دافعة حقيقية. وأكد أن مفتاح الاستفادة من هذه العوامل يكمن في تحفيز رأس المال الأفريقي والدول الأفريقية للاستثمار في قطاعاتهم الحيوية، مستغلين الفرصة الذهبية للطاقات الشبابية المتنامية. أيو سوبيتان، مؤسس شركة ميتالكس كوموديتيز، استخدم تشبيهًا قويًا لوضع أفريقيا قائلاً: «كأن العالم في وليمة وأفريقيا على قائمة الطعام، الكل يأكل إلا الأفارقة.» وكرر التأكيد أن أفريقيا لن تُنقذ إلا ممن فيها، من خلال استغلال الثروات المتنوعة تحت الأرض، فوق الأرض، وعلى الأرض.
- الاستثمار في المناجم والموارد الطبيعية
- التركيز على الزراعة والتنمية الريفية
- الاهتمام بالبشر وتنمية القدرات والإمكانات
الشراكات وبناء القدرات: الأساس الذي يجعل أفريقيا تنقذ نفسها بنفسها بحشد الموارد وتحقيق الدخل
ناقش مامادو بيتي، السكرتير التنفيذي لمؤسسة بناء القدرات الأفريقية، أجندة 2063 التي تمثل رؤية إنمائية واقعية لأفريقيا، مبيّنًا أهمية تعزيز المهارات والكفاءات وبناء مؤسسات قوية مرتبطة بالمعرفة المحلية والعالمية، مع التركيز على التصنيع المحلي وتحويل الموارد الخام إلى منتجات ذات قيمة. من جانبها، شددت نانجولا نيلولو أواندجا، الرئيس التنفيذي لمجلس الاستثمار في ناميبيا، على توقيت الفرص التي تتيحها التحولات العالمية، مؤكدة أن أفريقيا تحتاج إلى تعزيز التعاون عبر شراكات قوية بين الدول نفسها أولًا، ثم مع الشركاء الدوليين أصحاب المهارات والأسواق. كما دعت إلى إشراك القطاع الخاص الأفريقي بفعالية أكبر لمواجهة تحديات التنمية.
بدورها، ندديدي أوكونكو نونيلي، أكدت أهمية صياغة أفريقيا لأجندتها الموحدة والتحدث بصوت موحد في المحافل العالمية، معلنة أن عام 2025 لعام حاسم مع استضافة جنوب أفريقيا لقمة مجموعة العشرين، داعية للاستثمار في البيانات الدقيقة وامتلاك سرد الأفارقة الخاص، مع التركيز على الزخم السكاني الشبابي كمصدر قوة. وأوضحت ناتالي ديلابالم، الرئيس التنفيذي لمؤسسة مو إبراهيم، أن أفريقيا أمام مرحلة مفصلية تحتاج فيها إلى استثمار الأزمات كفرص لإعادة كتابة سرد القارة عبر المال الذكي، تعزيز التكامل القاري، والتعامل مع قضايا حكم القانون، الأمن والصراعات لتخفيض تكلفة المخاطر.
| التحديات | الحلول الممكنة |
|---|---|
| صعوبة السفر بين العواصم الأفريقية | تطوير أنظمة النقل والبنية التحتية |
| ضعف النظم المصرفية والتنقل المالي | تعزيز التكامل المالي والمصرفي |
| تنفيذ قرارات الاتحاد الأفريقي بشكل محدود | تشجيع التعاون والمحاكاة بين الدول |
محمد قاسم، الأمين العام للمركز المصري للدراسات الاقتصادية، شارك تجاربه العملية مشيرًا إلى هذه التحديات، ومقدرًا الجهود التكاملية مثل معرض «وجهة أفريقيا» للنسيج، داعيًا لتعزيز النماذج الناجحة لضمان تعاون مستدام وتحقيق التنمية المرجوة على أرض القارة. أفريقيا اليوم، من خلال اعتمادها على نفسها، قادره على الحراك البناء بحشد الموارد وتحقيق الدخل لكل تحدي يواجهها.
