صفقة جديدة.. هل تُحوّل ودائع قطر في مصر إلى استثمارات نموذجية شبيهة برأس الحكمة؟

على غرار “رأس الحكمة”، هل تتحول ودائع قطر لدى مصر لاستثمارات بصفقة “علم الروم”؟ تساءل المتابعون بعد توقيع هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وشركة الديار القطرية اتفاقية شراكة استثمارية ضخمة لتنمية منطقة علم الروم في محافظة مطروح، ضمن مشروع سياحي يمتد على أكثر من 20 مليون متر مربع وبواجهة شاطئية على البحر المتوسط تبلغ 7 كيلومترات، يشمل فنادق فاخرة ووحدات سكنية وتجارية متكاملة.

توقيع صفقة “علم الروم” وأبعاد تحويل ودائع قطر إلى استثمارات مباشرة

تأتي التطورات المستجدة حول صفقة “علم الروم” في ظل التكتم على تفاصيل إمكانية تحويل جزء من ودائع قطر لدى البنك المركزي المصري إلى استثمارات مباشرة، كما جرى في صفقة رأس الحكمة الإماراتية، التي شهدت تحويل ودائع بقيمة 11 مليار دولار إلى استثمارات عقارية. ووفقًا لتصريحات الخبير المصرفي أحمد شوقي، فإن تحويل ودائع قطر، التي تبلغ 4 مليارات دولار، إلى استثمارات تمثل فرصة لتعزيز الاحتياطي النقدي المصري وتسريع تدفق التمويلات داخل الاقتصاد دون الاعتماد على تحويلات خارجية جديدة.

وأوضح شوقي في حديثه لـ”تليجراف مصر” أن الاتفاقات الاستثمارية كالصفقة الجديدة تعتمد على دراسات دقيقة لتحديد طبيعة التحويل إن كان ضمن استثمارات قائمة أو تمويلًا مباشرًا، نظرًا لأن الخيار الثاني يُخفّض التكاليف ويبسط الإجراءات على الدول المالكة للودائع. وأشار إلى أن تحويل جزء من الودائع إلى استثمارات داخل مصر يعود بمنافع مزدوجة على ميزان المدفوعات ويُسهم في زيادة التدفقات النقدية.

سيناريو تحويل ودائع قطر إلى استثمارات في صفقة “علم الروم” وموقف الخبيرة سهر الدماطي

أكدت الخبيرة المصرفية سهر الدماطي أن إمكانية تحويل جزء من ودائع قطر لدى مصر إلى استثمارات مباشرة واردة جدًا، مشيرة إلى أن الاتفاقية لم تُعلن عن تفاصيلها الرسمية بعد، ولكن تجارب سابقة مع دول خليجية مثل الإمارات وأدوات مثل مقايضة العملات والتحويل إلى مساهمات رأسمالية تدعم هذا الاتجاه. وأوضحت الدماطي لـ”تليجراف مصر” أن عملية التحويل هذه تفتح الباب أمام زيادة وفرة الدولارات في السوق المحلي، فضلًا عن دفع عجلة النشاط الاستثماري الحقيقي، وهو ما يصب في مصلحة الطرفين ويعزّز التوازن بين النقد الأجنبي والعملات المحلية مع المشاريع التنموية المستمرة.

• تحويل جزء من الودائع إلى استثمارات عقارية وتنموية
• استخدام أدوات مالية متنوعة مثل مقايضة العملات
• تعزيز التدفقات النقدية ودعم المشروعات بالجنيه المصري

حجم الاستثمارات القطرية في مصر وآفاق صفقة “علم الروم”

تشير بيانات وزارة الخارجية القطرية إلى أن جهاز قطر للاستثمار وشركاته التابعة يستثمرون بنحو 5.58 مليار دولار في مصر، موزعة على قطاعات العقارات، والخدمات المالية، والسياحة، والطاقة. وتتضمن الالتزامات القطرية أيضًا تجديد وديعة بقيمة 4 مليارات دولار بالبنك المركزي المصري في ديسمبر 2024، فضلاً عن تعهد بضخ استثمارات إضافية تقدر بـ7.5 مليار دولار خلال الفترة المقبلة، ما يعكس الثقة الكبيرة في السوق المصري.

وبينما تُعتبر صفقة “علم الروم” أكبر استثمار خارجي قطري في التاريخ المصري، فإن إمكانية تحويل ودائع قطر لدى مصر إلى استثمارات فعلية داخل الدولة تعكس تحوّلًا مهمًا في بنية العلاقة الاستثمارية، وتساهم في تعزيز الاقتصاد المصري بالعملة الصعبة وتنشيط سوق العقارات والسياحة والمشروعات الخدمية المتنوعة.