صفقة “علم الروم”.. الخبير الاقتصادي يكشف تحولات مرتقبة في سعر الدولار بمصر

صفقة “علم الروم” وتأثيرها على سعر الدولار في مصر من الاستثمارات القطرية المهمة التي طرحت حديثًا في مصر، حيث أعلن الخبير الاقتصادي الدكتور محمد فؤاد عن تفاصيل حزمة استثمارية بقيمة 7.5 مليار دولار أُعلن عنها في أغسطس الماضي؛ من ضمنها 3.5 مليار دولار مخصصة لمشروع رأس علم الروم، بالإضافة إلى تجديد وديعة قطرية بقيمة 4 مليارات دولار في ديسمبر ستظل دون تحويل.

تفاصيل مشروع رأس علم الروم وأبعاده الاقتصادية

يتميز مشروع رأس علم الروم بموقعه شرق مرسى مطروح، حيث يمتد على مساحة 4900 فدان تعادل حوالي 20 مليون متر مربع، ويشمل شريطًا ساحليًا بطول 7 كيلومترات يتبع لهيئة المجتمعات العمرانية، ويخطط المشروع ليشغل 60% من مساحته للإسكان، و15% مخصصة للخدمات، فضلًا عن 25% للمساحات الخضراء، ويتم تنفيذ المشروع على مرحلتين بواسطة شركة “ديارنا” القطرية؛ ما يعكس التخطيط المتكامل والمتنوع للمشروع.

تبلغ قيمة الأرض في مشروع رأس علم الروم نحو 3.5 مليار دولار، بمعدل 175 دولارًا للمتر الواحد، فيما تقارب الاستثمارات الإجمالية المتوقعة حوالي 29 مليار جنيه، وستحصل مصر على حصة عينية تعادل 397 ألف متر مربع بالإضافة إلى 15% من عوائد المشروع، وهذه الإيرادات ستُودع بالكامل في خزينة هيئة المجتمعات العمرانية لتعزيز الموارد المحلية.

تأثير صفقة علم الروم على سعر الدولار واحتياطيات مصر

يرى الخبير الاقتصادي الدكتور فؤاد أن اتفاقية الاستثمارات المتعلقة بصفقة علم الروم ستُسهم بشكل فعّال في دعم احتياطيات النقد الأجنبي وتحسين ميزان المدفوعات لمصر، لكنها لا تؤثر بصورة مباشرة على سعر صرف الدولار كما حدث مع صفقة رأس الحكمة الإماراتية، إذ أن هذه الأموال لا تُصنف ضمن مفهوم “الأموال الساخنة” التي يمكن أن تؤدي إلى تقلبات سريعة في السوق.

أوضح فؤاد أن النظام المتبع للبيع في مشاريع مثل رأس علم الروم يتيح مرونة واطمئنانًا أكبر للمستثمرين مقارنةً بنظام حق الانتفاع، الذي يُناسب المشروعات الصناعية فقط، ويُعزز الاستثمارات طويلة المدى بدلًا من تقلبات قصيرة الأجل.

الخيارات الاقتصادية بين بيع الأراضي وحق الانتفاع ضمن صفقة علم الروم

يُشير الخبير إلى أن الإيرادات الناتجة عن بيع الأراضي في مشروع علم الروم ليست الخيار الأمثل من الناحية الاقتصادية على المدى الطويل، لكنها خطوة ضرورية في المرحلة الحالية لتعزيز الموارد المالية والسيولة لدى الدولة؛ خاصة في ظل الحاجة الماسة إلى تدفقات نقدية مستقرة.

تتضمن مراحل الصفقة بالإضافة إلى بيع الأراضي، جوانب تخدم التنمية المستدامة مثل:

• تخصيص مساحات متوازنة بين الإسكان والخدمات والمساحات الخضراء لتعزيز جودة الحياة
• استثمارات ضخمة تصل لحوالي 29 مليار جنيه تعزز من الحركة الاقتصادية المحلية
• دعم الاحتياطيات وصيانة الاستقرار النقدي بعيدًا عن مضار “الأموال الساخنة”

تعكس صفقة علم الروم نموذجًا متطورًا للاستثمار بين مصر وقطر، يدعم التنمية المستدامة ويعزز احتياطيات النقد الأجنبي مع الحفاظ على استقرار سوق الصرف، ويشكل عنصرًا استثماريًا طويل الأمد يمكّن الاقتصاد من التقدم دون مخاطر التقلبات المالية السريعة المرتبطة بالأموال الساخنة.