الاهتمام الفريد.. كيف كان القذافي يولي الاتحاد الأفريقي اهتمامًا يفوق كل شيء آخر في حياته؟

الاتحاد الأفريقي كان هاجس معمر القذافي طوال حياته، فهو كان مهتمًّا بشأن الاتحاد الأفريقي كما لم يهتمّ بشيءٍ آخر، إذ تبنّى فكرة تشكيل جيشٍ أفريقيٍّ موحّد يعزز من القوة القارية دون أن يُلغي الجيوش الوطنية للدول الأفريقية، معبّرًا عن إيمانه العميق بوحدة القارة العربية والأفريقية في آنٍ واحد.

معمر القذافي ورؤيته للوحدة العربية والاتحاد الأفريقي

إذا استعرضنا مسيرة معمر القذافي التي امتدت لأربعة عقود في الحكم، نجد أنه قسم وقته بشكل متساوٍ بين السعي لتحقيق الوحدة العربية ثم الوحدة الأفريقية، وكان الاتحاد الأفريقي يشغل تفكيره كما لم يشغل أي قضية أخرى في حياته؛ فالقذافي كان يرى في الوحدة العربية حلولًا لكل المشاكل التي تعاني منها البلدان العربية من أزمات متكررة ومآسٍ. رغم هذا، كان مسعاه لتحقيق الوحدة العربية شاقًا ومرهقًا، نظرًا لأن حظ العرب مع الفكرة كان محدودًا، ولم تكتب محاولاته في العشرين سنة الأولى نجاحًا يذكر، حيث كان يطمح إلى صيغة تعاون عربية شاملة تشبه مجلس التعاون الخليجي، لكنه لم يتمكن من تحقيق ذلك.

التحول من الفكرة العربية إلى طموحات الاتحاد الأفريقي

حينما استشعر القذافي يأسًا من مساعيه العربية، اتجه للبحث عن وحدته المنشودة في أفريقيا، حيث كانت هناك منظمة الوحدة الأفريقية قائمة، لكنها لم تكن تعكس الطموح الكبير الذي يحمله في نفسه؛ إذ كان يطمح لاتحاد شامل يضم جميع الدول الأفريقية بقوة أكبر وأشد تأثيرًا. وكانت نقطة تحول مهمة له حين تغيرت منظمة الوحدة الأفريقية إلى اتحاد أفريقي في 9 يوليو 2002، فكان هذا الحدث من أكثر اللحظات التي أسعدته عميقًا. من هنا، شرع في الدعوة لتشكيل جيش أفريقي موحّد، يعزز قدرات القارة مع الحفاظ على السيادة والدور الوطني لكل دولة، معبرًا عن إيمانه بوحدة الأفارقة في إطار قوة مشتركة.

الصعوبات التي واجهت معمر القذافي في مسعاه لأجل الاتحاد الأفريقي

للأسف، لم يحالف الحظ مع معمر القذافي في تحقيق أحلامه بالوحدة الأفريقية كما لم يحالفه في الوحدة العربية، إذ بقي الاتحاد الأفريقي كما هو دون التطور الذي طالما حلم بأن يشهدوه؛ فهو لم يتقدم بنفس الوتيرة التي نمت بها مؤسسات التعاون الأخرى مثل مجلس التعاون الخليجي. هذا الوضع شكّل تحديًا كبيرًا للقذافي، الذي مات وفي قلبه شوق لوحدة عربية وأفريقية تجمع شعوب القارتين. لاتزال أفكار القذافي حول الوحدة والقوة القارية صالحًة اليوم؛ إذ يمكن إعادة بناء التعاون العربي على هذه المبادئ التي تبناها وراودته طوال سنوات حكمه.

  • قسّم معمر القذافي حكمه بين تحقيق الوحدة العربية ثم الأفريقية.
  • رغب في تشكيل جيش أفريقي موحّد دون إلغاء الجيوش الوطنية.
  • واجه صعوبات مماثلة في الوحدة العربية والأفريقية نتيجة التعقيدات السياسية.
الفترة الزمنية التركيز الأساسي
العقود الأولى (20 سنة) السعي للوحدة العربية وتشكيل مجلس تعاون شامل
العقود اللاحقة (20 سنة) التحول والتركيز على الاتحاد الأفريقي وتشكيل جيش موحّد